شارك الخبر
دلتا برس-علوم:
يعتمد أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم على الأسماك في صلب نظامهم الغذائي إذ تعتبر مصدرا غنيا بالبروتينات والدهون الصحية. لكن بحثا جديدا وجد ان الإفراط في تناول الأسماك قد يكون له تداعيات سلبية على الصحة.
فقد وجدت دراسة طويلة الأمد، شملت 500 ألف مشارك، أن الأشخاص الذين يتناولون أسماكا أكثر مما يعادل نصف علبة تونة يوميا كانوا أكثر عرضة بنسبة 22% للإصابة بسرطان الجلد.
في هذا الإطار، أشار طبيب الأمراض الجلدية بجامعة براون إيونيونغ تشو إلى أن “سرطان الجلد هو خامس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا في الولايات المتحدة، وخطر الإصابة به هو واحد من 38 للأمريكيين البيض، وواحد من 1000 للأمريكيين السود، وواحد من 167 للأمريكيين من أصل إسباني”.
لكن من المهم التأكيد أن هذا لا يعني إطلاقا أنه يجب تجنب تناول الأسماك. فهذه الدراسة اتجاها، وليس سببا أساسيا، مما يعني أن الباحثين لم يثبتوا بشكل مباشر أن تناول المزيد من الأسماك يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد.
واستخدم الباحثون في جامعة براون بيانات حول النظام الغذائي والصحي للمشاركين من مواليد عامي 1995 و1996. ثم قاموا بمقارنة البيانات مع مؤشر الوفيات الوطني وسجلات السرطان الحكومية ووجدوا أن خطر الإصابة بسرطان الجلد كان أعلى بنسبة 22% لدى أولئك الذين تناولوا حوالي 43 غراما من الأسماك يوميا، مقارنة بأولئك الذين تناولوا كميات معتدلة.
ولاحظت الدراسة أن عامل الإصابة بسرطان الجلد يرتفع مع ارتفاع كمية التونة المستهلكة، رغم أخذ عوامل أخرى بعين الاعتبار مثل الديموغرافية ونمط الحياة والسلوكيات المرتبطة بالشمس.
إلا أن الباحثين أعادوا التأكيد أن الشمس هي المسبب الأساسي لسرطان الجلد والمثبت علميا، وأن ملاحظاتهم في هذه الدراسة لم تجد علاقة سببية مباشرة بين تناول الأسماك وهذا النوع من السرطان.
لكنهم يلفتون إلى أن ارتفاع مستوى المواد السامة في البيئة المحيطة بنا، خصوصا المعادن الثقيلة التي تسبب السرطان، والتي بدأت تتركز في وجباتنا الغذائية بطرق شتى. فعلى سبيل المثال، ارتفع مستوى الزئبق في العديد من المجاري المائية نتيجة المعامل الصناعية.
وهم يقدرون أن هذه العلاقة بين تناول الأسماك وارتفاع معدلات سرطان الجلد سببها الملوثات التي دخلت أجسام الأسماك، مثل ثنائي الفينيل متعدد الكلور والديوكسينات والزرنيخ والزئبق.