شارك الخبر
تسعى أمريكا بكل أدواتها ونفوذها الدولي إلى إشعال الحرائق في اكثر من منطقة بالعالم لاستفزاز روسيا والصين وحلفائهم وتوسيع دائرة الصراع التي يمكن ان ينغمسوا فيها فتستهلك جزء مهم من قوتهم وتعيقهم عن المنافسة في قيادة عالم متعدد الاقطاب.
1) كان المأمول أمريكيا ان العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا سوف تؤدي إلى عزلها عالميا ثم الانهيار السريع لاقتصادها فلم يتحقق ذلك حتى الان وانعكس الامر على اقتصاديات الدول الغربية بزيادة التضخم.
2) جرت محاولة عمل اختراق لكسر التنسيق بين دول أوبيك وروسيا في سوق النفط العالمي وذلك من خلال زيارة بايدن للسعودية الشهر الماضي ولم تنجح المحاولة.. وفوق ذلك زاد التنسيق بين روسيا وبقية اللاعبين الاقليميين بالشرق الأوسط ( ايران وتركيا) وحدث تفاهم بينهم في ملف سوريا في قمة طهران وضد التواجد الأمريكي فيها.
3) بعدها تم دفع الامور في العراق للانتفاضة والمواجهة الشعبية بين أنصار التيارات الشيعية بعضها ببعض.. بما يعني وضع ايران على المحك بالنسبة لملف العراق ، لكن يبدو أن الرغبة على عدم إشعال هذا الحريق قد نجحت حتى الان في ذلك من خلال تجاوب مختلف الاطراف العراقية لدعوة معتصمي مجلس النواب من أنصار مقتدى الصدر لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
4) بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي لكوسوفا بأسبوع، جرت قبل ايام محاولة إشعال فتيل توتر في البلقان بين كوسوفا وصربيا قد يفضي الي إمكانية نشوب مواجهة مسلحة بين الطرفين وربما انخراط حلفاء كل طرف في ذلك ( روسيا والناتو).. لكن تم تجميد هذا الخلاف في آخر لحظة وترحيل أسبابه لمدة شهر من الان.
5) تم الدفع بعودة الحرب بين أذربيجان وارمينيا وحصلت اشتباكات اول امس ودخول القوات الاذرية لمواقع جديدة، وتحاول روسيا إطفاء هذا الحريق ،
وأعتقد أن قمة سوتشي اليوم بين بوتين واردوغان سوف تتناول ذلك باتجاة خفض التصعيد،
وبدلا من حريق أذربيجان وارمينيا بما يعني افتراق المواقف التحالفية بين روسيا وتركيا تم الاتفاق اليوم على زيادة التبادل التجاري بينهما ودفع المشتريات التركية للغاز الروسي بالروبل بما قيمته حوالي 26 مليار دولار سنويا حسب اسعار السوق العالمي للغاز الان.
6) نفس الحال شرقا، اذ حاولت أمريكا استفزاز الصين في تايوان لدفعها للذهاب في مواجهات عسكرية في هذا التوقيت وبالتالي تعطيل الأنسياب الاقتصادي في الملاحة البحرية لجميع دول جنوب شرق آسيا،
فاختارت الصين عدم الذهاب في هذا المسار وفضلت المواجهة السياسية بدلا عن العسكرية مع أمريكا واستخدام أسلحة الاقتصاد في معاقبة تايوان بدلا عن الحرب العسكرية.
7) كل الحرائق الامريكية السابقة تجاوزها الطرف الآخر،
واليوم محاولة جديدة في إشعال حريق جديد في فلسطين باستهداف العدو الصهيوني احد قيادات المقاومة الفلسطينية في غزة
فهل سوف تذهب الاطراف المتحالفة مع المقاومة الفلسطينية لدعم خيار المواجهة ومنها حزب الله اللبناني وتوسع رقعة المواجهة وبالتالي دخول ايران فيها؟
ام سوف تتمكن مصر مرة أخرى من إطفاء فتيل اشتعال حرب في هذا المربع للمرة الثانية كما نجحت في المرة الماضية قبل اقل من عام تقريبا؟
#م_مسعود_احمد_زين