شارك الخبر
بدر قاسم العطوي
في الوقت الذي يسيطر فيه الحوثيون على العاصمة صنعاء وسائر الشمال اليمني عدا اطرافه الشرقية والغربية، يخوض قطاع واسع من اليمنيين، مثقفين واعلاميين ونشطاء وقادة سياسيين في منافي الشتات في الخارج والداخل، نقاشا محتدما في مواقع التواصل الاجتماعي يلتفت لمقاومة الجماعة الحوثية مقاومة نظرية عقب العجز عن مقاومتها مقاومة عسكرية على ارض الواقع.
تنقسم جبهة الجدل الافتراضي ضد الحوثيين إلى ميمنة وميسرة وقلب وسط، في الميمنة يتواجد من يصفون انفسهم ب”جماعة الاقيال اليمنية” بينما يقتصر نشاط الميسرة على عناصر وقادة اليسار السياسي، واخيرا في قلب الوسط يقع ما يسمى ب “تحالف قوى الاحزاب اليمنية”.
تتبنى “جماعة الاقيال اليمنية” سردية تاريخية تنفي عن الحوثيين هويتهم اليمنية، غير إن لهذا الطرح المتطرف ما يبرره اذا ما نظرنا إلى الجانب الآخر حيث تبدو الجماعة اليمنية متمسكة بإرثها التاريخي في حكم اليمن الذي امتد لألف عام.
وبالمقابل يميل اليسار السياسي إلى الطرح العقلاني الذي يهدف إلى تفكيك الايدلوجيا الحوثية وترويضها.
ما يعد خروجا عن المألوف في وقتنا الراهن صار مألوفا، حيث يشتد النقاش في سياق تاريخي، الامر الذي دفع البعض ومنهم امين عام الحزب الاشتراكي اليمني سابقا الدكتور سعيد ياسين، للحديث عن فحص ال DNA كدليل عملي ينفي التمييز العرقي بين اليمنيين.
ظاهرة صحية إن يتم استحضار لغة المنطق والحوار الهادئ مع الحوثيين على سبيل الفصل وحل القضية اليمنية الشائكة والمعقدة. لكن بالمقابل هناك قضية جنوبية من المهم حلها حلا سلميا وهادئا، فهي لاتحتاج الى اختبار DNA بقدر حاجتها إلى إعطاء الشعب الجنوبي حق تقرير المصير بصورة لاتحتمل الصعوبة والتعقيد.