شارك الخبر
بواسطة التعليم تنهض الأمم وترتقي الشعوب وتواجه مشكلاتها المختلفة..
وهنا نتسأل هل التعليم الحالي في بلادنا يمكن ان يمثل النموذج القادر على نقلنا من الحاضر المأزوم إلى رحاب المستقبل المنشود؟
فإذا أردنا ذلك فينبغي ان يركز جهد الدولة والمجتمع معا في خدمة بناء استراتيجية واضحة وخديثة للتعليم في بلادنا الذي هو بحاجة إلى مراجعة نقدية حقيقية وإصلاح بنيوي، إذ يمثل ذلك ضرورة وطنية مستعجلة في رأيي، إذ نلاحظ ان نظم التعليم في بلادنا مازالت عقيمة ومتخلفه جدا، يغلب عليها التعليم النظري التلقيني والنمطي، تعليم خالي من مضامينه العلمية والبحثية، بعيد عن اُسس نظم التعلّم والتفكير الإبداعي، والحواري ،القادر على شد الذهن نحو التأمل الإبداعي،فالطلاب ملزمون دائماً بمنهج معين وعدم تشجيعهم على طرح الأسئلة والنقد والتجريب وتحفيز مهاراتهم العلمية.
مازالت منهجية التدريس عقيمة ورتيبة، غير مرنة، لا تسمح للمعلم والطالب معا بالخروج عن مفردات المنهج، إذ يخضع الطلاب في الغالب لساعات طويلة من المحاضرات والدروس، محملين مواد كثيرة مملؤه بالحشو،
وعليه فإن محصلة هذا النمط من التعلم تحمل موضع شك كبير، وتشتت الفكر. لا تثير اهتمام الطالب خارج الصف وقاعة المحاضرة لمتابعة موضوع الدرس بطريقة مختلفة..
وعليه فإن نرى من الأهمية بمكان ضرورة تغير منهج التعليم ومضامينه العملية إذا ما أردنا مغادرة رواسب الماضي وتعقيدات الحاضر المازوم والانتقال إلى رحاب المستقبل مثل بقية شعوب المعمورة….
أ. د. فضل الربيعي
دلتابرس