شارك الخبر
آنذاك كانت احزاب “اللقاء المشترك” ومن بينها جماعة الإخوان “حزب الإصلاح” تقف إلى جانب مظلومية الحوثيين فيما عرف حينها ب”قضية صعدة”. اذ تماهت المعالجات والحلول السياسية مع استعادة الخارطة العقائدية هناك.
سيطرت الجماعة الحوثية على دماج فمحافظة عمران وصولا إلى العاصمة صنعاء التي بعدها تساقطت المحافظات اليمنية كأحجار الدومينو الواحدة تلو الاخرى في ايدي الحوثيين.
بالمقابل انتقل اخوان اليمن إلى السيطرة على محافظة مأرب. وهي السيطرة التي برزت في سياق وطني لم يسمح بظهور مايمكن تسميته ب”القضية المأربية” ولو من باب الحديث عن اليمن الاتحادي الذي ينص على إقامة إقليم سبأ ومركزه مأرب.
اذ ان ذلك ينطوي على مخاطر عقائدية قد تفتك بصنعاء وفق الرواية التاريخية، إلى جانب ان الاحداث والوقائع الراهنة تشير إلى احتضان مأرب للتنظيمات والعناصر الإرهابية بصورة تثير مخاوف العالم.
لكن بطبيعة الحال لم يكن لفت انظار مأرب باتجاه عدن والجنوب ينطوي على نوايا حسنة. فعلى الرغم من تجاوزات الجماعة الحوثية بحق المحافظة وقبائلها، الا ان تواجد اعداد كبيرة من اليمنيين على اراضي مأرب، وضع الاخيرة في زاوية الحامل السياسي ل”القضية الوطنية” وفق الخطاب الإعلامي الذي يتبناه اخوان اليمن. الامر الذي حمل مأرب على سلوك الطريق الابعد والتوجه إلى عدن وليس صنعاء المتاخمة والقريبة.
بعد استقالة هادي وإقالة نائبه محسن الاحمر ومن ثم تشكيل مجلس رئاسي، تراجعت فكرة الحامل السياسي للقضية الوطنية وبالتالي تقهقر اخوان اليمن شرقا إلى وادي حضرموت. اذ تحولت مديرية سيئون إلى ما يشبه الحامل السياسي الجديد.
حيث تشير الوقائع والاحداث إلى تلويح جماعة الإخوان بشماعة “القضية الحضرمية” في الوقت الذي ترفض تنفيذ الشق الامني والعسكري من اتفاق الرياض الذي ينص على تسليم حضرموت لابناءها، وفي السياق ذاته قد يعود الحديث مرة اخرى عن “الخارطة العقائدية” مما يضعنا امام سيناريو مشابه لسيناريو قضية صعدة ومعركة دماج وإلى حد ما سرديات القضية الوطنية والغزوات والمعارك مع عدن.
لكن كيف من الممكن فهم المؤشر البياني المتعرج لدى اخوان اليمن :
_ اولا، التعامل الإيجابي مع قضية صعدة. 🔼
_ثانيا، التعامل السلبي مع القضية المأربية.🔽
_ ثالثا، التلاعب السياسي بالقضية الحضرمية وتغييب القضية الوطنية مع صنعاء.🔁
هذا الخط البياني المتعرج 💹 يبدو وكأنه كشف طبي لاحد المصابين بالقلب او الصرع. إن لم يكن جلسة من جلسات جهاز كشف الكذب مع اخوان اليمن
…
بدر قاسم العطوي