شارك الخبر
—————————————–
ألهمتني الصورةُ التي يظهرُ فيها وزيرُ الدفاعِ السابقِ وأحدَ أعمدةِ الجيشِ الجنوبيِ السابقِ اللواءِهيثمْ قاسمْ طاهرٍ ومعهُ الفريقُ محسنُ الداعري في تدشينِ النزولِ الميدانيِ للجنةِ العسكريةِ لتوحيدِ القواتِ المسلحةِ . . . لكتابةِ هذا المقالِ . . . وقفتْ متسمرا للوحةِ جميلةٍ لطودانْ شامخانِ في أعلى الشهبِ طودانْ منْ الزمن الجميلِ . . . لكني قدْ ارتجفتْ منْ صورِ الذاكرةِ التي انتزعتْ منْ أعماقي نزعا كما لوْ أنَ خنجرا صدئا قدْ أخرجَ منْ صدري . . هذهِ الصورِ التي مرتْ أمامَ خياليٍ بالأبيضِ والأسودِ . . صورا عتيقةً لضبطِ والربطِ العسكريِ والشرفِ العسكريِ والعقيدةِ العسكريةِ . .
حبستْ الدموعُ الجافةُ بداخلي أصواتُ مدافعَ كلاسيكيةٍ الصنعِ اهتزَ لها كياني . . . وقارنتْ الحالةُ التي وصلنا إليها الآنَ منْ فوضهُ وانهيارٌ . .
أنا في الحقيقةِ مستبشرٌ خيرٌ بالوزيرِ الجديدِ لأنهُ خريجُ مدرسةِ الشرفِ العسكريِ والعقيدةِ العسكريةِ رقمِ التركةِ الثقيلةِ التي تنتظرهُ بلْ إنهُ يقفُ الآنَ على جبلِ منْ ركامِ الأطلالِ لجيشٍ محطمٍ فقدَ عقيدتهُ وجيشٌ ممزقٌ تدخلتْ فيهِ الأحزابُ وانترعتْ منهُ عنوةَ الشرفَ العسكريَ . . . كلي ثقةِ إنَ الوزيرَ محسنُ الداعري يستطيعَ وأرى في عينيهِ وميضا منْ الأملِ أتمنى أنَ لا يخذلني حدسيٌ المتفائلِ . . واعرفْ سلفا أنَ لملمةً اشلا الجيشُ تشبهُ المستحيلَ لكنها ممكنةٌ تحتاجُ إلى إصرارٍ وصبرٍ وتحتاجُ منْ الوزيرِ الفتيِ أنْ يختارَ فريقا منْ الضباطِ الكفاءاتِ المعرفينَ بالنزاهةِ ونقاءِ اليدِ والمحترفينَ وإبعادِ الفاسدينَ حملتْ المباخرُ والطبولُ . . وأقولُ عبرَ هذا المقالِ لسيدِ الوزيرِ أنتَ تقفُ على مفترقِ طرقِ أمامكَ المجدُ والنجاحُ وانْ تكنْ علامةٌ فارغةٌ في التاريخِ العسكريِ . . وأمامكَ الفشلُ إنَ اخترتَ الطريقُ المعروفُ والمعبدُ سلفا . . . وضللتُ تحيط نفسكَ برموزٍ الماضي والزمنِ السحيقِ…
أكررُ أنَ التركةَ ثقيلةٌ والطريقُ شائكٌ بلْ ومزروعُ بالالقامْ لكنْ لا مستحيل أمامَ رجلِ مثلكَ قبلَ المنصبِ في هكذا ضروفْ . . .
أنَ المشكلةَ أمامكَ سيدي الوزيرُ المبجلُ ليسَ وضعُ خطةِ الحربِ أوْ ترتيبِ السرايا والفصائلِ والألويةِ القتاليةِ أوْ إكمالِ مؤسستها بالسلاحِ أوْ توفيرِ الغذاءِ فهذهِ سهلهُ ربما توفرُ المالَ سيحلها وبخبرتكمْ العسكرية ستجتازونَ ذلكَ لا محالةً..
بلْ إنَ الإشكالَ هوَ صنعُ العقيدةِ القتاليةِ في نفوسٍ اهتزتْ وأعادهُ الشرفُ العسكريُ الذي يكادُ يضمحلُ إلا قليلاً منهُ في أطلالِ هياكلِ ضباطٍ وأفرادٍ طحنوا تحتُ رحى ضروفْ أنَت تعلمها . . .
أنَ تعريفَ الشرفِ العسكريِ هوَ القيميةُ المزروعةُ في العسكريِ منذُ دخولهِ العسكريةَ وتلازمهِ حتى مماتهِ . . .
والعقيدةُ العسكريةُ هيَ السياسةُ العسكريةُ التي تنطلقُ منها فنٍ وعلمٍ وإعدادِ واستخدامِ القواتِ العسكريةِ وكذلكَ جميعُ القواتِ المساندةِ لها في ايطارْ تحقيقِ المصالحِ العليا لدولهِ . . إذنٌ أنَ العقيدةَ والشرفَ العسكريَ ممكنةً التحقيقِ … أيْ أنهُ منْ خلالٍ التعرفينْ أنَ الشرفَ والعقيدةَ مكتسبتانِ منْ خلالِ ما يتم من اكتساب للمعارفَ اثنا التدريب وأيضا سلوكُ الضباطِ تجاهَ الجنودِ ومنْ خلالِ تجسيدِ أوامرِ القيادةِ العليا وهذا عملٌ شاقٌ ومضني لكنَ أساسهُ القضاءَ على الفسادِ . . . وعندما نقولُ الفسادُ فإنهُ يشملُ الأخلاقيُ والماديُ . . . اتفقَ معكمْ أنَ الفسادَ مستشري في المجتمعِ ككلِ لكنَ خطورتهُ مضاعفةً في الجيشِ وتعتبرُ مؤسسةُ الجيشِ الأسهلِ في القضاءِ عليهِ لانَ الأمرُ العسكريُ سريعٌ النفاذِ وواجبِ التنفيذِ وممكنٍ تنفيذهُ دونَ نقاشِ حيثُ إنَ أمرَ وزيرِ الدفاعِ لايفرفْ بينَ قائدِ الحضيرهْ ورئيسَ الأركانِ . . إذنُ سيدي الوزيرِ فالأمرُ العسكريُ هوَ السلاحُ الذي تمتلكونَ لهدمِ إمبراطوريهِ الفسادِ دونَ هوادةٍ . . أنَ رائحةَ الفسادِ في هذهِ المؤسسةِ قدْ فاحتْ وأصبحتْ علنيةً للأسفِ فهناكَ قصورٌ تشيدُ وشركاتٍ ومطاعمَ وعمائرَ ذاتَ طابعٍ تجاريٍ وهيَ عنواينْ سيئةً يجبُ أنْ تمحى.. تحاسبُ أوْ تحيدُ منْ قيادةِ المؤسسةِ العسكريةِ حتى تعبرَ عنْ جديةِ المرحلةِ الجديدةِ بصدقٍ . . وفي المقابلِ هناكَ ضباطٌ وجنودٌ في الأسفلِ يموتونَ جوعا وعوزا ماتَ المئاتُ منهمْ تحتَ وطأةِ الفقرِ والمرضِ . . . كما أنَ هناكَ قادةً مرتبطةً أسماؤهمْ إلى جانبِ الفسادِ بالهزائمِ أمامَ العدوِ في جبهاتِ القتالِ قدْ دنسوا الشرفُ العسكريُ ويجبُ عزلهمْ ومنْ أجلِ تحقيقِ العقيدةِ فإنَ الزيَ العسكريَ والتدريبَ النظاميَ الحركيَ الذي يصقلُ الشخصيةَ العسكريةَ مهمةَ للغايةِ حيثُ إنَ شخصيةَ العسكريِ في الشارعِ والنقاطِ بهندامهِ وشموخهِ وطريقهِ حوارهُ واحترامهُ للآخرينَ أولاً تعكسُ احترامهُ هوَ منْ قبلِ الآخرينَ وتعكسُ شخصيةُ وزيرِ الدفاعِ . . .
في الأخير لن أطرح سؤالا هل تفعلون؟ بل أقول: افعلوا انكم تستطيعون !!
والله معكم …
عبدالناصر السنيدي