شارك الخبر
– – – – – – – – – – – – – – – – – – – – –
كنتَ قدْ تداخلتْ لدقائقَ في اللقاءِ الأخيرِ لأبناءٍ أبين في منزلِ الأخِ عبدَ اللهْ عبدَ ربهْ موضحا تركيبَ هذهِ المعادلةِ لكنَ الوقتَ كانَ قصيرا لمْ تصلْ الفكرةُ كما أردتْ لها لكني هنا سأحاولُ جاهدا توصيلها إنَ استطعتَ إلى ذلكَ سبيلاً . .
حبا اللهَ أبينُ بموقعٍ جميلٍ فهيَ البحرُ والسهلُ والجبلُ تزخرُ بثروةٍ سمكيةٍ وزراعيةٍ وريفٍ سياحيٍ بما لها منْ طقسٍ متنوعٍ وحضارةِ حميريةٍ ضربتْ في أطنابِ التاريخِ مازالتْ شاهدةٌ على ذلكَ . . .
إذنٌ هيَ في المفهومِ الاقتصاديِ كنزُ لابدٍ منْ أعادهُ اكتشافهُ كانتْ بريطانيا قدْ حاولتْ فنجحتْ ثمَ أتى العاملُ البشريُ ليعبثَ في ذلكَ حتى افسْد ما اكتشفَ . .
جغرافيا أبينُ أيضا أنتجتْ أكبرَ قبليتينِ كانَ لهما تأثيرٌ في التاريخِ القديمِ والوسيطِ والمعاصرِ وقدْ يجمعهمْ الأصلُ المشتركُ والدمُ والنسبُ ولانقفلْ أيضا أنهما عاشا في حروبٍ طويلةٍ لتنازعٍ على اقتسامِ الجغرافيا لأهميتها . .
هذهِ البيئةِ الخصبةِ أعطتْ الإنسانَ عاملَ الاستقرارِ والاستيطانِ وعدمِ الرقبةِ للهجرةِ والتثبثْ بالأرضِ . . . أيضا قرب أبين منْ عدنَ عززَ هذهِ الأهميةِ منْ خلالِ التأثيرِ والتأثرِ في التاريخِ وكذلكَ التأثرُ بالحداثةِ الآتيةِ عبرَ مينا عدنَ الهامِ . . .
ضلتْ أبينُ تعاني الأمرينِ سوى منْ التناحرِ القبليِ أوْ منْ الفقرِ والجهلِ والمرضِ طويلاً إلا إنَ هناكَ حدثا جلل قدْ حدثَ في تاريخٍ أبينُ عامُ 1947 وهوَ فكرةُ إنشاءِ لجنةِ دلتا أبينُ وصاحبُ الفكرةِ هوَ المهندسُ هرتنْ وهوَ ماغيرْ في معادلةِ الجغرافيا والتاريخِ والإنسانِ . . وكانَ محطةً هامةً في هذا الشأنِ حيثُ إنَ صاحبَ الفكرةِ قدْ أدركَ الطبيعةَ القبليةَ وحساسيةَ الجغرافيا والاستفادةِ منْ التاريخِ وأدركَ أن أيِ فكرةِ لن تنجحَ إلا باتزانِ معادلهِ يافعً والفضلى . .
وكانتْ لجنةٌ أبينُ مكونةٌ منْ ثلاثةِ أعضاءٍ منْ يافعٍ وثلاثةٍ منْ الفضلى والرئيسِ هوَ المهندسُ الإنجليزيُ . .
نجحتْ الفكرةُ نجاحا باهرا وحفرتْ القنواتُ بالمعاولِ واستصلحتْ الأراضي بالثيرانِ واخضرتْ أبينُ وإنشاءُ محلجْ القطنُ وإنشاءُ مركزِ الإرشادِ ووزعتْ الأراضي بالمجانِ واتى ابنا دثينهْ المتقاعدينَ منْ الجيشِ واستثمروا في مدينةٍ جعارْ ووقفتْ الحروبُ وانتعشَ الاقتصادُ وبنيتْ زنجبار وجعارْ والحصنُ وباتيسْ وبنيتْ المدارسُ والمحاكمُ وتمَ إعلانُ مشروعٍ أبينُ الثقافيُ الذي كانَ عبارةً عنْ أخذِ سنتِ منْ كلِ فلاحِ عن كل رطل قطن لصالحِ التعليمِ وابتعثَ ابنا أبينُ إلى السودانِ ومصرَ ومدارسَ عدنَ وأصبحتْ أبين بعدُ الثورةِ هيَ الرافدُ الأولُ بالكوادرِ لدولهِ الجديدةِ . . . هناكَ محطةٌ مهمةٌ في التاريخِ المعاصرِ هيَ فترةُ تولي الأخِ محمدْ على أحمدْ زمامِ المحافظةِ شهدهُ المحافظةَ نقلهُ نوعيةً جعلتْ أبينُ يشارُ إليها بالبنانِ كوجههِ سياحيةٍ هامةٍ مما انعكسَ إيجابا على أبنائها ..
ذكرتْ هذا الكلامِ كيْ أوصلَ الأفكارَ التاليةَ . . .
أولاً . . . أنَ أبينَ جغرافياءْ واحدةً لاتتجزاءْ فيافعِ والفضلى قطبانِ لمقناطيسْ واحدٍ وإنْ أيْ محاولةٌ لفصلهما هوَ خللٌ في جسمٍ أبينُ هذهِ الحالةِ التي نحنُ فيها هيَ ناتجٌ ذلكَ . . .
ثانيا . . . إنَ نجاحَ لجنةٍ أبينُ بتركيبتها الذكيةِ هيَ مفتاحُ لأيِ حلولٍ قادمةٍ تراعي العاملَ التاريخيَ والجغرافيَ والبشريَ وعلى قرارها لنْ تنجحَ أبين إلا بمشروعٍ زراعيٍ ضخمٍ بتسهيلٍ منْ الدولةِ معَ القطاعِ الخاصِ . . .
ثالثا . . . لنْ تحتاجَ أبين إلى رأسِ مالِ منْ الخارجِ للاستثمارِ في حالةٍ صدقتْ النوايا فالتكاملُ بينُ يافعٍ والفضلى والشراكة بينَ المالِ والأرضِ سيخدمُ الاقتصادُ ويخدمُ الإنسانُ . .
رابعا . . . المكونَ الجديدِ يجبُ يساهمُ في التنويرِ وتغييرِ الأفكارِ ذاتِ الطابعِ العسكريِ كمهنه البحتِ والاتجاهِ نحوَ تخصصاتٍ أخرى لابنا أبينُ تخدمُ متطلباتِ الاقتصادِ وسوقِ العملِ . . .
الخلاصةُ . . مهما كانَ المكونُ الجديدُ فنحنُ في مركبٍ واحدِ ننجوا معا أوْ نغرقَ معا وها نحنُ في مستنقعٍ واحدٍ . . .و لامحالهْ إلا منْ مدِ أيدينا لبعضنا البعضِ صحيحٍ تأخرنا كثيرا لكنَ أنَ تأتي متأخرا خيرَ منْ أنَ لاتاتي أبدا أخوكمْ / عبدُ الناصرْ السنيدي