شارك الخبر
كتب /مروان الشاطري:
موضوع أخرت الكلام عنه كثيرا وكنت أقول في نفسي لعلى وعسى من خطباء المساجد والمؤثرين في وسائل التواصل والندوات أن يعطوه مزيدا من الإهتمام، ولكن باذن الله سأحاول أن أنشر له سلسلة من المواضيع لعلى وعسى أن تصل إلى المسامع “ولئن يهدي الله بك رجلا خيرا لك من حمر النعم”.
“أصدقاء السوء” (١)
كانت العرب تقول قديما :” قل لي من تجالس أقول لك من أنت ” !
هناك العديد من الشكاوي و المشاكل التي نشاهدها بشكل يومي سواءا على الواقع أو على وسائل التواصل ، وهي عزوف الطلاب عن التعليم خصوصا في مراحل الاعدادي والثانوي وما يترتب على ذلك من أخطار كارثية على الأسرة والفرد والمجتمع … والكل في المجتمع يلقي باللوم على الآخر إبتداءا بالأسرة والمدرسة والمسجد والكل ولاندري لماذا ؟ يغض الطرف عن دور رفيق السوء في الشارع !
” قل لي من تجالس أقول لك من أنت ”
لم تقل العرب أبن من أنت؟ أو في أي مدرسة تدرس؟ أو أي جامع ترتاد؟
بل قالوا : مع من تجلس ، وهذا يلخص كل المشكلة فالصاحب ساحب ومن عاشر قوم أربعين ليلة صار منهم والإنسان بطبيعته يتأثر بالمحيطين حوله ويكتسب من صفاتهم وعادتهم وأخلاقهم في فترة وجيزة مالم يستطع أن يتعلمه في البيت أو المدرسة أو المسجد خلال سنوات ، وعند ذلك يغلب التطبع على الطابع الفطري لدى القاصر ويصبح في يوم وليلة عنيفا وعدوانيا تجاه أهله وأسرته خصوصا ومدرسته ومجتمعه عموما وقد يهجر مسجده ، ويهيم بالانعزال في الأركان والزوايا المظلمة مع رفقاء السوء والسهر معهم وتضييع الأوقات والأيام فيما لا يعود عليه وعلى أسرته ومجتمعه بالنفع والفائدة.
” أنت رهين وجبيس ماتفكر به وتركز عليه”
ترى معظم الشباب القصر هذه الإيام فقط يركزون على أمرا واحدا وهو كيفية جمع المال من أجل شراء القات وملحقاته ( ) ، وكل خطوة تتبعها أخرى في طريق الضياع حتى تصبح عادات السوء أمرا مستحسنا ، فلا هم أستغلوا أوقاتهم في التعليم أو الانخراط في سوق العمل أو تعلم مهنة يقتاتون منها ولا هم تركوا رفقاء وشلل السوء.
“دراسات تأثير رفيق السوء أكبر بعشر مرات من تأثير الأسرة والمدرسة”
كثير من الأباء ييأس من ولده بعد أن يفسده رفقاء السوء ويغض الطرف عنه ويحمل المسؤلية للمدرسة أو المسجد ونسي أنه المسؤل الأول أمام الله والناس عنه وهذه المسؤلية لا يستطيع التنصل عنها أو انكارها أو قذفها على الآخرين ، والجانح أو القاصر الذي تلوثت أخلاقه وطباعه يعتبر شخص مريض يحتاج من الأهل والأسرة كل الدعم والمؤازرة للخروج من واقعه المرير وليس الحل بتركه فريسة سهلة للذئاب البشرية خارج المنزل ! والأفضل من ذلك هو نقله من المكان الحالي إلى منطقة أخرى أو اشغاله بأي عمل من باب التخلص من رفقاء السوء ، فشياطين الإنس يحبون التصيد للأشخاص الذين ليس لديهم أي إهتمام بالتعليم ولا هم مرتبطين بأي أعمال و الذين يجدون أنفسهم في الشوارع بلا أي عمل ولا تعليم ، فالشاه التي تضل عن القطيع تصبح فريسة سهلة للحيوانات المفترسة.
“نصائح نوجهها إلى كل شاب”
– أشغل نفسك بإي عمل حتى لو كان الراتب حقيرا ! فنفسك إذا لم تشغلها بما يعود عليك بالنفع فسوف ترمي بك إلى أحضان رفقاء السوء ، “إن النفس لأمارة بالسوء …”.
– تعلم أي مهنة مهما كانت صعبة أو متعبة أرمي نفسك في أي محل أو ورشة من باب شغل الوقت بما يفيد ، فالعمل ليس عيبا إنما العيب هو أن تكون إنسانا فاشلا ضائعا في الشوارع مع رفقاء سوء وليس لك مستقبل واضح.
– لا تصادق أي شخص يحرضك على أهلك ويشجعك على التسيب من مدرستك وترك مسجدك لأن الشياطين ليسو من الجن فقط فهنالك “شياطين الإنس” وتأثيرهم أشد وأقوى.