شارك الخبر
————————————————-
الحلقة الأولى …
لم يحدث أي قرار رئاسي ضجيجا كالذي أحدثه قرار المجلس الرئاسي بتشكيل قوات درع الوطن وما عقد فهمه أكثر هو أن تكون هذه القوات تتبع الرئيس مباشرة
ومباشرة قفز إلى الاذهان سؤالا كبيرا !!
لماذا ؟ وكيف ؟ وضد من ..؟
طبعا هذا السؤال مشروع !! لمن يريد الفهم ..
ان نظرية المؤامرة هي الطاقية عند محاولة الفهم مما يجعل المتحدث او الكاتب اذا انطلق من هذا المفهوم ليجيب على التساؤلات الملحه بعاليه سيكون اكثر جذبا ان جعل إجابته مشحونه بنظريه المؤامره …!
الجنوبيون ينظرون إلى الانتقالي بانه المخلص لهذا فهم يحملونه نتائج اي إخفاقات سياسيه ..حيث جعل من رواد نظريه المؤامره بيئه خصبه لتسويق اوهام بعيده عن الحقيقه تماما للاستفاده سياسيا منها ولو مرحليا ومحاوله سحب التاييد الشعبي للانتقالي …
كي نفهم هذا القرار علينا اولا ان نخطوا خطوه فكريه إلى الخلف ..وهي التجرد المطلق والحكم باستخدام ادوات علميه بحته بعيدا عن العاطفه السياسيه وندرك الآتي
اولا ..علينا ان ندرك تناقضيه المجلس الرئاسي باهدافه وان تكوينه هو نسخه لحل توليفي بين الاضداد لاداره مرحله مؤقته لاتصلح ابدا ان تكون مستدامه .
ثانيا ..ان اتخاذالقرار في المجلس الرئاسي لايستطيع ان يكون إلا توافقيا وإن اي اختلاف في اي قرار اما سيبطله واما في حاله الاصرار عليه سيحدث ازمه ان لم تحل ستحدث حربا حتميه في النهايه وهذا محدد بدقه في الفقره ثلاثه من قرار إنشاء المجلس الرئاسي ..القرار في المجلس توافقيا ..
ثالثا ..الواقع في عدن غير مريح بتكوينه الحالي لا للسعوديه ولا لبعض اعضاء المجلس فيما يخص توازن القوى وقد ظهر ذلك جليا خلال الفتره الماضيه وهذا يتطلب هندسته من جديد ومراجعته مرارا حسب الحاجه اثنا التطبيق …
رابعا ..التحالف والاطراف الشماليه يرى ان الحل شموليا لليمن الكبيره بينما الانتقالي والقوى المناصره له ترى ان الحل جنوبيا اولا
هناك من يطرح ان السعوديه تتآمر على الجنوب ويسرد وقائع تاريخيه للاقناعنا نحن بسطاء الناس بذلك الحقيقه هذا طرح ساذج وسطحي لانه لايمكن لسعوديه تكرهنا او حتى تحبنا.. لانها دوله والدوله بلا قلب ولا مشاعر تحب وتكره … الدول لا تعرف إلا المصالح .. والسعوديه او الامارات لاتريان الا مصالحهما والقوى التي نراها نحن بعين الوطنيه يروها بعين قوى حليفه لا اكثر يستمر هذا التحالف بانتهاء المصلحه …
إذن فكره ان السعوديه تتآمر على الجنوب وكذلك الانتقالي لتمكين الشمالين غير صحيحه بل إن السعوديه كلاعب كبير تهندس الواقع مستخدمه مفاهيم التكتيك والديالكتيك في ذلك وتخلق توازنات تمكنها من اداره الواقع اداره مستدامه ..
الانتقالي واقع كبير ومؤثر في الجنوب والسعوديه اقرت في ذلك مؤخرا وقد تجلى هذا الإقرار في تشكيل المجلس الرئاسي لكن السعوديه تدير اليمن وفق مفهومها الواسع لليمن ..والقرار حسب مفهومها يجب ان يكون لها وليس للانتقالي
إذن السعودية هي اليد الطولى لانها تمثل الهيمنة في المنطقة من منطلق القوة والقدرة حيث إن قوتها المالية والعسكرية وقوة تاثيرها الإقليمية والدولية منحتها القدره على التاثير على اليمن شماله وجنوبه مستخدمه في ذلك اسلوب المدرسه الواقعيه في العلاقات الدوليه والتي ترى في الحلول السياسيه ليس قالب ومقلوب بل في نظريه الكل يجب ان يكسب ..وهذه يظهر جليا في توليفيه المجلس الرئاسي حيث مثل جميع الاعبين الاساسيين في المجلس رقم عدم تساويهم في القوه على الارض…
أما فلسفة المجلس الرئاسي فينطبق عليها نظريه هيجل الجدلية والتي تقول في امكانيه حوار الافكار المتناقضة وتفاعلها مع بعضها مع الاحتفاظ بالجوهر ..
إذن حسب عالية كيف نفهم تكون هذه الالوية الجديدة…؟
لكن قبل ذلك تعالوا نجيب على السؤال المطروح هل هذا القرار توافقي بين اعضاء المجلس ام فردي ؟ ومن المستفيد منه ..وهل هو موجه للقضاء التدريجي على الانتقالي كما يشاع ؟
يتبع الحلقه الثانية والأخيرة
كتب عبدالناصر السنيدي