شارك الخبر
—————————————-
يشغلْ الرأيُ العامُ هذهِ الأيامِ البحثِ عنْ أجابهُ السؤالُ هلْ هناكَ خلافُ بينَ المجلسِ الانتقاليِ والمملكلهْ السعوديةَ ؟ ؟ . . خصوصا التراشقاتِ الإعلاميةَ بينَ إعلاميِ الطرفينِ بألفاظٍ رآها البعضُ أنها تعبرُ عنْ آراءِ الانتقاليِ الرسميِ والسعوديةِ الرسميةِ . . .
وذلكَ في وصفِ الانتقاليِ بأنهُ ابنَ الضاحيةِ الجنوبيةِ تلميحا بأنهُ يتبعُ إيران وكذلكَ أعادهُ التذكيرُ بالمنشارِ السعوديِ . . .
وقدْ ذهبَ البعضَ بعيدا في تفسيرِ قواتِ الدرعِ العربيِ بأنها موجهةٌ تماما لأنها دورُ الانتقاليِ جنوبا . . .
لكني هنا سأطرحُ سؤالاً الآنَ هلْ هناكَ خلافٌ سعوديٌ انتقاليٌ فعلاً ؟
دعونا هنا لا ننجم ونفهم ما يجري وفقَ معطياتٍ منطقيةٍ لا لشيءٍ بلْ لكيْ نفهمَ . . . ! !
أولاً أنَ التطابقَ في الآراءِ الكليِ بينَ الانتقاليِ والسعوديةِ مستحيلاً لاختلافِ المصالحِ والأهدافِ لهذا لابدَ أنْ يتفقَ الطرفانِ هنا ويختلفانِ هناكَ ..وفقا لمعيارِ النسبيةِ وانْ ظهرهُ بعضَ الاختلافاتِ فهيَ ليستْ جوهريةً ستؤدي إلى التصادمِ .
. لهذا فإنَ الذهابَ إلى فرضيةِ المواجهةِ خطأَ كبيرٍ وغيرِ مبررةٍ . .
تعلمُ جميعِ القوى الموجودةِ على الساحةِ أنَ الميزانَ العسكريَ على الأرضِ في المناطقِ المحررةِ يميلُ للانتقاليِ ومسالةٍ خلقِ توازنٍ سياسيٍ ولوْ نفسيٍ وشكليٍ صعبةٌ جدا فهناكَ منْ يشعرُ في المجلسِ الرئاسيِ أنهُ مكشوفٌ دونَ غطاءٍ لهذا جاءتْ فكرةَ قواهُ درعَ الوطنِ هدفها الأولَ خلقَ تطمينٍ لشخصِ الرئيسِ العليمي وخلقِ توازنٍ عسكريٍ فيما يشبهُ الردعُ لعدمِ تهورِ الانتقاليِ لتفجيرِ الموقفِ في حالةِ وصولِ الخلافِ السياسيِ أيْ خلافِ للاحتدامِ .
إذنٌ علينا إبعادُ فرضيةِ إبعادِ الانتقاليِ منْ المشهدِ لأنها مستحيلةٌ واستبدالها بمصطلحِ تحجيمِ الانتقاليِ أوْ إيقافِ حماستهِ لتمرَ الاستحقاقاتِ السياسيةَ كما تراها السعوديةُ فيما يخصُ التفاهماتِ معَ الحوثي أوْ الاتفاقاتِ معَ إيران أوْ حتى التفاهماتِ بينَ المملكةِ والإماراتِ وتقاسمِ النفوذِ . . .
لكنَ يا ترى أينَ يتفقُ الانتقاليُ واينْ يتفقَ معَ المملكةِ . . ؟
ولماذا الآنُ ؟
الانتقاليَ طالما أعلنَ توافقهُ الكاملُ معَ التحالفِ بلْ إنَ عيدروسْ الزبيدي معَ حفظِ الألقابِ قدْ ذهبَ بعيدا وقالَ نحنُ سلاحٌ بيدِ الملكِ سلمانْ يضربُ بنا حيثُ يشاءُ . .
لكنْ كما اعتقدَ المملكةَ لها ترتباتها الخاصةَ في الملعبِ اليمنيِ ونظرتها أشملَ ولها مصالحها جنوبا وتريدُ ترتيبها بطريقتها الخاصةِ…
مسألةَ وجودٍ انتقاليٍ قويٍ يمثلُ كلُ القوى هيَ إضعافُ لموقفها السياسيِ حتما سوى الحاليَ والمستقبليِ..
إذن فهيَ تمارسُ على الانتقاليِ كلُ الضغوطِ الممكنةِ للجمِ حماسهِ وتعديلُ موقفهِ السياسيِ وحتى صمتهِ مؤقتا كما يحصلُ الآنَ . . .
موضوعُ دخولِ الانتقاليِ وتوسعهِ شرقا نحوَ حضرموتَ والمهرهْ كما يبدو خط أحمرَ وموضوعِ خلافي معَ المملكةِ ربما ترى المملكةُ أنَ القواتِ في المنطقةِ الأولى هيَ قوةُ توازنٍ بينما يراها الانتقاليُ قوةً معاديةً وما يدورُ الآنَ هوَ البحثُ عنْ حلولٍ وسطٍ تحلّ هذا الإشكالِ . . .
مطالبهُ الانتقاليُ الأخيرةُ بوفدٍ مستقلٍ للحلِ النهائيِ هيَ خروجٌ عنْ النصِ المشاوراتِ الرياضَ وتشكلُ خلاف معَ المملكةِ لأنها هيَ منْ وضعِ حلِ الوفدِ المشتركِ وتراهُ المملكةُ إرباك للمشهدِ . .
أنا شخصيا أراهُ خطوةَ وانْ متأخرةً منْ الانتقاليِ لاكنها صحيحهُ . .
مطالبهُ الانتقاليُ بحكمٍ ذاتيٍ في فترةِ المفاوضاتِ النهائيةِ ربما تراها السعوديةُ غيرُ صحيحةٍ في هذا التوقيتِ وأنا أراها موفقةً جدا لانَ المفاوضاتِ ربما تطولُ إلى ما لانهايهْ والخاسرِ هوَ الجنوبُ لأنهُ سيضلُ يعاني منْ أزماتهِ إلى يومِ الدينِ كأسلوبِ تركيعٍ . . .
الحقيقةُ الانتقاليُ الآنِ أما عاصفةً قويةً وعاتيةً منْ الضغوطِ الموجهةِ إلى تشبيطْ مواقفهُ الثابتةُ نحوَ استعادةِ الدولةِ . . وجعلهُ يتماهى معَ حلولٍ غيرِ مكتملةٍ تراعي مصالح الآخرينَ منْ الاعبينْ دونِ مراعاةِ مصالحِ الشعبِ الجنوبيِ . . بينما الانتقاليُ يرى أنَ إذعانهُ هوَ الموتُ البطيءُ لهُ . . ووئدَ مشروعهُ لهذا ربما الانتقاليُ هذهِ المرةِ ينحني مضطرا للعاصفةِ . .
هذهِ المواقفِ الأخيرةِ للانتقاليِ والتي أنا اعتبرها قويةً جدا فيما يخصُ الوفدُ الجنوبيُ المستقلُ والحكمُ الذاتيُ للمفاوضاتِ . . في مفهومي المتواضعِ أراها نضوج في التفكيرِ السياسيِ للانتقاليِ ونقطةُ تحولٍ تحسبُ لهُ . . وكما يبدوا أنَ الانتقاليَ قدْ علمتهُ الأزماتُ والإخفاقاتُ كثيرا . . وربما الخلافاتُ معَ الخارجِ ستعلمهُ درسا آخرَ وكبيرَ الأهميةِ هوَ الوحدةُ الجنوبيةُ الداخليةُ . . الانتقاليَ اخطىْ في المرحلةِ الماضيةِ منْ وجهةِ نظري في تفسيرِ الوحدةِ الداخلةِ ويعتقدُ أنَ قوتهُ في أذابهُ المكوناتِ وصهرها في مكونٍ الانتقاليِ وهذا خطأَ جسيمٍ لأنَ توحيدَ الروئا والأهدافُ وطريقةُ التفكيرِ لمْ يردْ توحيدها اللهُ في آلامهِ…. وفنِ الاختلافِ مفيدٍ جدا . . لهذا عليهِ التقاربُ معها ودعمها سياسيا والمقاربةَ معها وتشكيلِ تحالفاتٍ معها معَ تركِ لونها وطعمها ونكهتها مستقلةً ومنْ هنا يتكونِ الإثراءِ السياسيِ والمعرفيِ . . .
والجنوبُ لكلِ الجنوبيينَ على اختلافهمْ ودمتم
عبدالناصر السنيدي