شارك الخبر
—
لست متشائما لكن الواقع يقول ان فرص السلام معدومة …!!
لماذا فرص السلام مع الحوثي معدومة ؟ وهل هي مستحيلة؟
دعونا نفكرا تفكيرا اكاديميا علميا ونشخص الواقع اعتمادا على المعطيات المتوفره لدينا …
فرص السلام صعبة جدا في اليمن للأسباب التالية !!
–
لم يحقق كلا من الاطراف المتحاربة في اليمن الشرعية اليمنية وحلفاؤها ..والحوثي وحليفه إيران اين منهما اهدافه لحد الان ..
حدد التحالف والشرعية ثلاثه اهداف واضحة ورئيسه هي ..
–هزيمة الحوثي في اليمن …
–اعادة الشرعية إلى صنعاء
–منع التمدد الايراني في اليمن والمنطقة
بخصوص علاقه الحوثي مع إيران فإنها الآن بعد ٨ سنوات قد أصبحت أقوى بكثير بل إنهاء أثمرت في امتلاك الحوثي سلاح ردع استراتيجي من المسيرات والصواريخ البلاستية التي ضربت العمق ..
(جون بينن) مدير السي اي ايه السابق كتب في مذكراته انه محمد بن سلمان اخبره ان الحرب في اليمن ستكون سريعة وخاطفة ولم تستمر أكثر من اسبوعين …
في عام ٢٠٢١ كان الحوثي قد اعتقد انه حسم الأمر على الأقل في المناطق الشمالية لكن هناك العديد من المشاكل قد واجهته وهي التمويل بالموارد والطاقة ..وذلك ليكون
قادرا على تسيير الحد الأدنى من التزاماته وتكون الحياة نوعا ما مقبولة وممكنة لسكان في المناطق تحت سيطرته ..خطط وفكر في الاستيلاء على مارب وشبوه ..نفذ هجومه على مارب في فبراير ٢٠٢١ وإذ كان قد حقق بعض المكاسب الا ان التحالف قد استدرك خطوره الامر ..حيث إن الحوثي ان استولى على مصادر الطاقه في كلا من مارب وشبوه وطرد الشرعيه من هذه المناطق فإن الحرب قد حسمت لصالحه بالفعل …
جمعت قوات التحالف كل القوى وكثفت هجومها على قوات الحوثي في ديسمبر من عام ٢٠٢١ ويناير عام ٢٠٢٢محدثه فيه شر هزيمه في تلك المناطق وعندما ادرك صعوبه هزيمه قوات التحالف ومن اجل التخفيف عن نفسه كثف الضربات في العمق السعودي والعمق الاماراتي موجهها رساله واضحه مفادها نحن لا نستطيع هزيمتكم في المعارك او ايقاف حصارهم لاكننا نستطيع ان نجعله مكلفا جدا لكم وقد نجح في ذلك …
فكرت كلا من السعوديه والامارات بتغيير الاستراتيجيه في التعامل مع الحوثي من خلال دعوه كل القوى اليمنيه المتصارعه في إلى مؤتمر مشورات الرياض وقد تم دعوه الحوثي ايضا ..حضرت كل القوى عداء الحوثي لم يحضر بل إنه قد رفض مخرجات هذا الحوار بشكل مسبق …
كان ناتج مشورات الرياض إنشاء المجلس الرئاسي ليقود مرحله انتقالية غير محدده المده واعطي صلاحيه مطلقه في انها حرب اليمن سلما او حربا …
تجري المملكه العربيه السعوديه في كلا من الرياض ومسقط وحتى صنعاء مشاورات لمحاوله إبرام هدنه جديده تفتح خلالها المعابر ومينا الحديده ومطار صنعاء ودفع الرواتب ..ومحاوله لحلحله عمليه السلام بين الاطراف …ولكن هل السلام ممكن ..؟
في تقديري واعتمادا على التحليل لما يتوفر بين ايدينا من معطيات نناقشها معا هنا ان فرص السلام غير ممكنه وان تم إنجاز اي هدنه فإنها سوف تفشل والضروف تشد الجميع إلى الحرب الحتميه ….نعم الحرب الحتميه انطلاقا من الآتي …
اولا ماذا يريد الحوثي من السلام …؟
يريد الحوثي من السلام الاعتراف به الحاكم بامر الله في اليمن والاحتفاظ بكل المكاسب التي حصل عليها خلال الثمان السنوات الماضيه حاكما فعليا في اليمن وهو صاحب الحق في السلطه والثروه وان يتعامل معه قوه الامر الواقع في اليمن كما تم التعامل مع طالبان في افغانستان بل إنه يريد ان يتعامل معه.بانه القوه المنتصره …
…كما ان الحوثي قد ترجم التقارب معه وتقديم حوافز له يعني ضعف وخضوع الطرف الآخر امام قوته …
ثانيا ماذا تريد الشرعيه والتحالف من الحوثي !!؟
الشرعيه ممثله بالمجلس الرئاسي وخلفها التحالف تريد من الحوثي تسليم كل المكاسب التي حصل عليها خلال الثمان السنوات بكل هدوئ على طاوله المفاوضات وان يعود الحوثي كما كان او مع بعض الحوافز البسيطه …
دعونا نتسائل متى بالإمكان تحقيق تقدم في اي مفاوضات ؟
يمكن تحقيق التقدم باي مفاوضات عند تكون المتناقضات ثانويه ..لكن عندما تكون المتناقضات جوهريه واساسيه لايمكن ان تنجح اي مفاوضات بل لايمكن ان تبدى اصلا ..
والمعادله بين الفريقين الشرعيه والتحالف من جهه والحوثي وإيران من جهه اخرى ..
المعادله صفريه ..اي ان مايريده التحالف والشرعية لايمكن ان يقبل به الحوثي وما يريده الحوثي لايمكن ان يقبل به التحالف والشرعية
وهذا هو جوهر المشكله اليمنيه ..وجوهر كل المبادرات الدوليه هو قرار مجلس الامن رقم ٢٢١٦ والذي اعتبر الحوثيين جماعيه انقلابية وذكر هذا القرار جماعه الحوثي اثنا عشر مره كلها بشكل سلبي والذي بموجبه يطالب المجتمع الدولي الحوثين بشيئن اثنين …
اولا …تسليم سلاحها
ثانيا… اعاده الوضع إلى ماكان عليه وتسليم كل الاراضي والسلطة المسيطره عليها وهذا مستحيل تقبله الحركه …
الخلاصه …
مما سبق من تحليل نستنتج ان المواقف متباعده جدا وان التسليم بانتصار الحوثي اذا تمت الموافقه على شروطه هو نفي الاعبين الآخرين من إصلاح ومؤتمر وطارق صالح وانتقالي وعمالقه بل هو تسليم بالوجود الإيراني في اليمن ومنحه منطقه استراتيجيه وهذا ما لايمكن ابدا ومستحيل الحدوث على الاقل منطقيا …اما الاستحاله الاخرى هي ان يسلم الحوثي الحاصل على مكاسب ماكان له إن يحلم بها في هذه الحرب بل إنه يحلم في اخذ الجنوب والشرق والغرب كاستحقاف ..إذن فإن فرص السلام بعيده الحدوث على الاقل في اللحظه الراهنه والامور ستتجه إلى المعركه الفاصله والتي انا حسب فهمي المتواضع …
اما اذا حصلت معجزه الهيه بإبرام اتفاق سلام بينما الواقع بهذا الشكل فإنه سيعتبر هش جدا لا يساوى حبره وما سيفعله هو ترحيل الحرب إلى وقت لاحق ….
اتمنى ان اكون قد وصلت الفكره …