شارك الخبر
دلتابرس – مقال: ليزا محمد الجاندي
منذ حرب 2015 م وحتى اليوم لم يذكر سكان محافظة لحج ان الكهرباء زارت منازلهم ومكثت فيها 24 ساعة، ولو لمرة واحدة ، بل تأتي بضعة ساعات وهذا في فصل الشتاء ، وعندما يتوفر وقود بكميات جيدة، ولم ينعم المواطنين بكهرباء استمرت يوما واحدا.
وفي رمضان وكأن البرمجة الذهنية للقائمين على الكهرباء تعودت على اجواء الحرب وعلى التلذذ بعذابات ومعاناة اهالي وسكان لحج، فقررت حرمانهم من التيار الكهربائي الا من زيارات نادرة تمتد لساعتين في الليل والنهار بمعدل ساعة واحدة في النهار وساعة واحدة في الليل، وغالبا لا يتمتع السكان بالستين دقيقة كاملة بل ينقطع التيار بعد عشرين دقيقة من مجيئة ، وخمس دقائق احيانا،
اي ان القائمين على كهرباء لحج يذكّرون “بتشديد الذال” المواطنين ان في كهرباء لكنها ليست خدمة بل للتعذيب ورفع الضغط والسكر لديهم واتلاف اجهزتهم !
هذه المعضلة المستمرة منذ سنوات تعاني منها محافظة لحج عموما ومديرية تبن على وجه الخصوص دونما اي حلول جدية وواقعية، وغالبا ما يتحجج مسؤولو الكهرباء عقب ابلاغهم بضعف التيار او تذبذبه واتلافه لادوات واجهزة الناس، – رغم مجيئه زيارة خاطفة لا تستمر ساعة – ، يتحججون بسقوط اسلاك او احتراق الفيوزات او نفاد الوقود وغيرها من الاعذار التي لا تنفك تردد على مسامعنا كل يوم وتزداد وتيرتها في فصيل الصيف.
محطتا عباس وبئر ناصر ، تعملان بالوقود، ويشكو القائمون عليهما من ان مخصص المحطتين من الوقود لا ياتي كاملا ولا بصورة منتظمة ، رغم ان كهرباء لحج تورد مائة مليون ريال شهريا ، لبرنامج المنحة السعودي، بحسب افادة رسمية ، ومع هذا لا ينعم سكان لحج بكهرباء تخفف عنهم وطأة الحر والظلام.
كما يتم احيانا التحكم بجزء من مخصص كهرباء لحج من العاصمة عدن ويتم فصل التيار نهائيا عن لحج وقد يمتد الفصل لاربعة وعشرين ساعة، وهذا يحتم ضرورة فصل كهرباء لحج عن كهرباء العاصمة عدن ، ومدها بالاحتياجات اللازمة ، للاستمرار والعمل بصورة مستقلة ودائمة دون انقطاع.
معاناة المواطنين في مديريات لحج ، جراء مزاجية القائمين على الكهرباء ، وغيابها بشكل دائم عن منازلهم دفع البعض منهم للاعتماد على الطاقة الشمسية، لكن يظل الفرق واضح بين الكهرباء وبين الطاقة الشمسية بالنظر الى قدرات المواطنين ، وتلف البطاريات وما يترتب على ذلك من اعباء مالية وغيرها.
ان مشكلة كهرباء لحج مشكلة معقدة وهي بحاجة الى تظافر جهود الجميع الحكومة ، والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي ، ومختلف الجهات ، لانهاء المشكلة التي طالت وتعمقت ، حتى اصيب المواطنين بالاحباط واليأس من صلاح حال الكهرباء في لحج، جراء اللامبالاة التي تتعامل بها الحكومة والسلطة المحلية وبعض مسؤولي الكهرباء ، والجهات المعنية في الحكومة ، فخطوط نقل الطاقة متقادمة ومتهالكة وبحاجة الى تغيير شامل وبمواصفات جيدة ،
وكذلك مخصص الوقود لا يكفي بالنظر الى الاحتياج الفعلي لمحافظة لحج بالنظر الى عدد المديريات والسكان ، وعليه يجب تزويدها بكمية وقود كافية لتشغيل المحطات وتوفير الخدمة للناس بشكل ملحوظ بدلا من التلذذ بمعاناتهم.
كما تحتاج كهرباء لحج الى حملة شاملة تلزم المتأخرين عن دفع مستحقات الاستهلاك الشهري لديهم ، وعمل معالجة للمتخلفين والذين تراكمت عليهم مبالغ كبيرة وانهاء التسديد “التقديري” دون اعتماد قراءة العدادات، وقبل ذلك يجب على كهرباء لحج توفير عدادات كافية وعدم التذرع باية حجج واهية ، لان عدم توفير عدادات لكل المنازل التي تقدمت بطلب عدادات ومحاسبة الناس بناء على حجم الاستهلاك وفقا لواقع سجل العدادات يجعل الباب مشرعا امام احتمالية وقوع فساد، ويجب تجنب ذلك بتوفير العدادات خصوصا وان مبالغ كبيرة تؤخذ من المواطنين ثمن العداد .
ولا انسى هنا ان احذر من اسلوب غير اخلاقي وغير اداري وغير مسؤول ، تنتهجه كهرباء لحج ، بين فينة واخرى ، وهو سحب “الفيوزات” من اعمدة الكهرباء على مداخل الاحياء في مديريتي تبن والحوطة في عقاب جماعي لسكان تلك الاحياء لاجبارهم على التسديد ، وهو سلوك غير قانوني ، بل انه يكشف عن كسل فنيي الكهرباء عن القيام بمهامهم ، وهو فصل التيار عن المنزل المتخلف فقط ، ويكون ذلك بعد انذاره بفصل التيار الكهربائي واشعار المستهلك بذلك من خلال فاتورة الاستهلاك التي تسلم له ، اما اللجوء الى العقاب الجماعي يدفع الملتزمين بالسداد الى الامتناع بحجة ان العقاب طال الجميع “المُسدد وغير المسدد”.
كما اطالب ادارة كهرباء لحج بالامتناع عن تحميل المواطنين متأخرات، وهي لم ترسل لهم فواتير الاستهلاك بانتظام، وعليها ان تلزم فرقها بالنزول الدوري وتسليم الفواتير بانتظام حتى تقيم الحجة عليهم ، بدلا من ان يتحمل المستهلك المسؤولية عن تكاسل موظف توزيع الفواتير ورصد القراءات، وتحويل ذلك الى متأخرات فهذا باب اخر للفساد وفيه نوع من الظلم للملتزمين بالتسديد.
ولا نغفل هنا ان من اسباب مشكلة كهرباء لحج ايضا التوسع العمراني الكبير والربط العشوائي وعدم الصيانة الدورية وتهالك خطوط الامداد الرئيسية والفرعية للكهرباء ، إضافة إلى تجاهل بلاغات المواطنين من قبل الطوارئ في كثير من الأحيان.
ختاما : اؤكد ان كهرباء لحج بحاجة الى ادارة وارادة وجهة اشرافية ورقابية حازمة ، وسلطة ضابطة تعيد الامور الى نصابها ، وتوفر الخدمة للناس وتلزمهم بدفع مقابلها، دون اي التماسات ، اما استمرار الوضع الراهن فهو لا يبشر بخير ، خصوصا واننا مقبلون على صيف لاهب، اما اذا كنتم عاجزين عن ذلك فاعتبروا هذه دعوة لكل المسؤولين والمعنيين الحكومة، والسلطة المحلية ، والمجلس الانتقالي ، وادارة كهرباء لحج ، لخصخصة هذا القطاع ،
اذا كان ذلك سيوفر كهرباء بصورة دائمة للمواطنين بدلا من هذا العذاب الذي امتد وتطاول واتمنى ان تجد هذه الدعوة آذانا صاغية وتفاعل حقيقي.