شارك الخبر
*تمهيد*
*من شعار التصالح والتسامح الذي رفعه الحراك الجنوبي السلمي إلى ثقافة الحوار التي ينتهجها ويقودها المجلس الانتقالي الجنوبي ،،*
عندما انطلق الحراك الجنوبي السلمي رافعاً شعار النضال السلمي كنهج ووسيلة وأسلوب نضالي راقي كان ذلك قرار مدروس يعي الواقع ومتطلبات النضال حينها لأن من رفع شعار النضال السلمي كانوا يعوا جيداً إمكانيات الجنوبيين حينها في النضال الغير سلمي أي المسلح ويدركوا مايترتب عليه من نتائج في ظل نظام همجي قمعي مثل نظام صنعاء ولذلك لم يعطِ النضال السلمي الفرصة والذريعة لنظام صنعاء لقمعه بالقوة كما يحلو لهم مع إن الحراك برغم انتهاحه النضال السلمي قمع وتعرض مناضلي ونشطاء الحراك إلى القمع والتصفيات والملاحقات والسجون وظل اسلوب النضال السلمي الذي اختطه الجنوبيين محيراً ومزعجاً لعصابات صنعاء حضي باحترام العالم كشكل نضالي راقي أما الضربة الثانية التي وجهت لعصابات صنعاء هي في ترافق نضال الجنوبيين السلمي مع رفعهم لشعار التصالح والتسامح الجنوبي ليقوم الحراك الجنوبي على *قاعدتين أو ركيزتيين أساسيتين هما النضال السلمي والتصالح والتسامح الجنوبي* ولذلك أزعج نظام صنعاء شعار التصالح والتسامح الجنوبي وتعرض مهرجان التصالح والتسامح من أول يوم للقمع لأنه افشل أحد أهداف ومخططات نظام صنعاء في توظيف وتغذية صراعات وخلافات الجنوبيين لتمزيق الجنوبيين ولضمان بقاء السيطرة والهيمنة على الجنوب من قبل نظام صنعاء ولقد حقق النضال السلمي الرافع لشعار التصالح والتسامح الجنوبي مكاسب وانتصارات عظيمة في استنهاض حركة الشارع الجنوبي ضد محتلي الجنوب وازداد وتوسع نضال شعب الجنوب الذي عبر عنه في العشرات من المليونيات الجنوبية الرافضة الإحتلال الصنعاني والمطالبة في فك الارتباط واستعادة وبناء دولة الجنوب الحرة المستقلة ومع الغزو الثاني للجنوب 2015م *أنتقل نضال الجنوبيين من النضال السلمي إلى النضال المسلح* الذي استطاع من خلاله وعبره الجنوبيين من دحر الغزاة وتحرير الجنوب من قوات ومليشيات عصابات صنعاء وهاهم اليوم الجنوبيين وبقيادة المجلس الإنتقالي يخطون خطوات جديدة إلى الامام على صعيد تحويل وترسيخ شعار التصالح والتسامح الجنوبي الذي رفعه الحراك الجنوبي من شعار إلى ثقافة وسلوك من خلال عملية الحوار التي خاضها طوال عامين مع كافة القوى السياسية الأخرى والذي توج ذلك في عقد اللقاء التشاوري في 4 من مايو الجاري 2023م على طريق ترتيب وتنظيم وتحصين البيت الجنوبي الكبير الشامخ القوي القادر على تأمين مسيرة النضال وانتصار القضية الجنوبية وإفشال وإحباط كل دسائس ومؤامرات ومخططات عصابات صنعاء بكل أقطابها وأطماعها،
وكما حضي بالأمس نضال الجنوبيين السلمي باحترام وتقدير العالم يحضى اليوم انتهاج الجنوبيين للحوار الجنوبي الجنوبي كأسلوب ولغة حضارية راقية في إعجاب وتقدير العالم كونها *تاسس لجنوب خالي من العنف والقوة في حل الخلافات وفي الوصول والاستيلاء والاحتفاظ بالسلطة بالقوة،،*.
وكما انتصر بالأمس النضال السلمي الرافع لشعار التصالح والتسامح الجنوبي سوف تنتصر اليوم إن شاء الله لغة ونهج الحوار الوطني الجنوبي في تعزيز وتعميق اللحمة الجنوبية في بناء البيت الجنوبي الشامخ على قاعدة الشراكة الجنوبية تحت شعار *الجنوب لكل وبكل الجنوبيين،، بعيداً عن القوة والوصاية والتفرد والغاء وتخوين الآخر،،،*
*إن عظمة الشعوب الحية هي في قدرتها على تحويل كبواتها إلى وثبات والهزائم إلى انتصارات،،* وهنا تتجلى عظمة شعب الجنوب من أنه كلما اعتقد أعداءه أنهم نالوا منه أو أضعفوه أو وجهت له ضربات خرج منها منتصراً وأكثر قوة وعزيمة وتماسك وإصرار على المضي إلى الامام صوب شاطىء الحرية من أجل استعادة دولته الجنوبية الحرة المستقلة *وسوف تنتصر قضية شعب الجنوب بإذن الله لأنها قضية شعب عادلة،،،*
.
عميد/ صالح محمد قحطان المحرمي
13 مايو 2023م