شارك الخبر
_________________
#علي_صالح_الخلاقي:
في زيارتي الأسبوع الماضي لمسقط الرأس خلاقة في يافع تعرضت سيارتي لخلل مفاجيء في الدائرة الكهربائية لم أعرف كنهه، رغم احتكاك سيارتي قبيل التوقف حينها بسيارة نقل كبيرة كانت واقفة فلامست بأطرافها إشارة الضوء الجانبية من الخلف، وعند تحركي شعرت بضعف عزمها المعتاد في صعود المرتقيات التي تكثر في سلاسل جبال يافع، واجتهد الزملاء والأصدقاء في مجالس القات في توصيف حالتها، وذهب كل منهم مذهباً في توصيف الحالة ووصف بعضهم الخلل بالكبير الذي قد يضطرني لتحميل السيارة على ناقلة إلى عدن لإصلاحها..
وبالصدفة علمت من صهري عمر رشاد بوجود أحد الشباب النجباء من الأقرباء ممن تعلم مهنة كهرباء السيارات وبرع فيها بمهارته ومصداقيته وأمانته..
إنه الشاب المثالي والخلوق علي محسن صلاح الخلاقي..
شاب في ربيع العمر تلقى دورة تأهيلية مكثفة لمدة شهرين في مركز باوزير في عدن، تمكن خلالها من استيعاب المعارف المهنية في تخصص كهرباء السيارات، وصقل معارفه المكتسبة في الممارسة التطبيقية منذ أربع سنوات مضت حتى أصبح من المهنيين الذين يشار إليهم بالبنان في إصلاح أي خلل كهرباء السيارات..
أقول ذلك عن تجربة حدثت معي شخصياً، وعن موقف موقف نبيل منه أنقذني من الحيرة وسد كل أقاويل الأصدقاء واجتهاداتهم، الجادين أو المازحين، ممن ذهبوا مذاهب شتى في تشخيص الخلل وتضخيمه وهم يمضغون وريقات القات في المجالس.
وحينما أوكلت مهمة إصلاح الخلل للمهني للشاب علي محسن صلاح، فور عودته في اليوم الثالث من رحلة خارج خُلاقة، تمكن من تشخيص الخلل وتتبع مصدره في وقت قياسي، خلال أقل من ساعة ونصف فقط، فأعاد السيارة إلى سابق عهدها وبكامل عزمها وقوتها، واتضح – كما علمت منه- أن الخلل بسيطاً أدركه بمهارة وبصيرة المتخصص المحب لمهنته في التعامل مع أنظمة السيارة الكهربائية المختلفة، وفحص وشخص العطل مستعيناً بجهاز الفحص والتشخيص.
ومثلما بَرَع في كشف وإصلاح الخلل، فقد أيقنت من أمانته ومصداقيته التي تتداول على ألسن كل من تعامل معهم، ومثل هذه الصفات النبيله جعلته يلقى قبولاً وإقبالاً ممن يواجهون أيه أعطال في كهرباء السيارات.
ما حفَّزني للكتابة عنه، ليس لرد صنيعه الجميل، بل وللفت انتباه الكثير من شبابنا التائهين والمحبطين ممن يضيعون أوقاتهم في استجرار وريقات القات أو الشمه في أركان الحارات أو مجالس القات في الليالي الطوال، والركون للنوم طوال النهار، لعلهم يقتدون بسيرة هذا الشاب ويستفيدون من أوقاتهم المهدرة ليتعلموا أية مهنة عملية تتيح لهم شق طريقهم وبناء مستقبلهم فمن لم يبني مستقبله في شبابه فلن يستطيع تحقيق ذلك بعد أن يتقدم به العمر.. ومن يتعود على الكسل فسيصبح عدوه العمل، وسيجد نفسه، حينما يبلغ من الكبر عتيا، في وضع لا يحسد عليه، ويعض بنان الندم بعد فوات الأوان.
وجدير بالذكر أن من يتعلم مثل هذا التخصص سيكون قادراً على الالتحاق بسوق العمل وشق طريقه مباشرة لأنها من المهن التي لا يتوقف الطلب عليها والحاجة لها داخلياً وخارجياً لكثرة استخدام السيارات التي تتزايد أعدادها باستمرار.
ختاماً.. تحية من القلب لهذا الشاب النبيل، الخلوق والأمين، ونتمنى له مزيداً من النجاحات وان يكون أسوةً حسنةً لكل طامح من شبابنا لامتلاك مهنة عملية تمكنهم من تحقيق ذاتهم وبناء مستقبل أفضل لهم ولوطنهم.
عدن
8يونيو2023م