شارك الخبر
===================
تصعيد إيراني امريكي محسوب في مضيق هرمز وباب المندب والبحر الأحمر واليمن والبحرين وسوريا وذلك لتغطية تقارب حقيقي مبطن بين ايران وامريكا استلمت بموجبه ايران 6 مليارات دولار من أموالها المحجوزة في كوريا الجنوبية قيمة شحنات نفط سابقة، وذلك مقابل إفراج ايران على 5 سجناء يحملون الجنسية الامريكية.
1) ادارة بايدن بدأت من الان الخطة ب استعدادا للانتخابات الرئاسية 2024 بعد ان وصلت إلى قناعة لصعوبة تحقيق انتصار كبير على روسيا بواسطة الهجوم الاوكراني المضاد الذي بداء منذ اكثر من شهرين ولم يحقق اي تقدم.
2) انتصارات السياسة الخارجية ( مثل تحقيق نجاح امني كبير على تنظيم القاعدة او داعش) هو احد الأوراق الانتخابية التي تسعى اي ادارة أمريكية لتوقيت تنفيذها عشية اي انتخابات رئاسية لتقدم للناخب الأمريكي كأحد نجاحات الادارة في تعزيز الدور القيادي الأمريكي للعالم.
3) في هذه الانتخابات الامريكية القادمة لا يوجد في الحصيلة الخارجية للادارة اي نجاحات كبيرة فعملية اصطياد الدب الروسي لم تنجح منذ نصب الشراك له في 2022 باوكرانيا ولا من خلال الهجوم الغربي المضاد بجنود اوكرانيين في 2023.
4) وبدلا من عزل روسيا وجدت أمريكا نفسها هي التي أصابها بعض اعراض العزلة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وذهاب ايران والسعودية ( ومعها دول الخليج كتتابع منطقي) ومصر والجزائر وتركيا للنشاط في فضاء الفلك الصيني وتكتل منظمة بريكس.
5) لذلك اضطر الانجلوساكسون لتفعيل الخطة ب بعد تعثر الخطة أ اعلاه. وذلك من خلال الاتي :
# سعي دبلوماسي بريطاني حثيث لاقناع جنوب أفريقيا ببذل محاولات اضافية مع روسيا لاقناعها بتخفيف جهدها العسكري في أوكرانيا والدخول في مفاوضات سياسية لذلك جاءت المبادرة الأفريقية للسلام والهدف منها في تخطيط بريطانيا هو شبيه لنفس الجهد البريطاني الفرنسي الألماني في ٢٠١٤ واتفاق مينسك بين روسيا واوكرانيا والذي اعترفت القيادة الفرنسية والالمانية لاحقا انه اتفاق ليس بهدف السلام النهائي ولكن فقط لإعطاء أوكرانيا فترة زمنية ترتب فيها قوتها العسكرية استعدادا لحسم الامر لصالحها عسكريا لاحقا في شرق أوكرانيا.
# محاولة أمريكا لاعادة التواصل مع الصين وعلى مستوى رفيع بعد تصعيد سياسي سابق وانقطاع تواصل ، حيث زار أربعة قادة امريكيون كبار بكين خلال فترة متقاربة جدا ( وزير الخارجية ثم وزيرة الخزانة الامريكية ثم مهندس السياسة الامريكية كيسنجر ، وقبلهم وزير الخارجية الأسبق مسؤول ملف المناخ جون كيري).
واعلان وزير الخارجية الأمريكي الاستعداد التام لعودة حوار الأمن الاستراتيجي العالمي مع روسيا لمجرد فقط ان تعلن روسيا نيتها للعودة لذلك.
# هذا الغزل الأمريكي للتنين الصيني جاء بعد فشل عملية اصطياد الدب الروسي ثم لاحقا الاستفراد به دون أن يكون له سند من روسيا وكوريا الشمالية وايران في اي اصطفاف عالمي جديد.
لذلك وجب على أمريكا ترحيل اللعبة الى وقت آخر حتى لايعطل غبار فشلها أجواء الانتخابات الرئاسية 2024.
# بدلا من خروج ورقتي ايران والسعودية من يدها، تسعى أمريكا الى إعادة استخدام سياسة الاحتواء المزدوج لهما مثلما فعلته لسنوات من قبل مع إيران وصدام العراق ولكن هذه المرة باستخدام الجزرة بدلا عن العصاء.
وعليه تسعى للتقارب مرة أخرى مع إيران بواسطة عمانية وقطرية وافرجت عن بعض أموالها كبداية حسن نية مع اطلاق دخان كثير لتغطية ذلك من خلال مظاهر التوتر المتزامن الان ضد النشاط الأمريكي يقوم به حلفاء ايران بالمنطقة.
وعلى الطرف المقابل تسعى أمريكا لعودة جزء من حميمية العلاقة مع السعودية بزيارة قام بها مستشار الأمن القومي الي السعودية قبل اسابيع مدح فيها الدور السعودي القيادي للهدنة واحلال السلام في ملف الحرب باليمن واعطي للسعودية شرف تنظيم اللقاء الدولي الثاني لبحث سبل قيام مبادرة للسلام ووقف الحرب في أوكرانيا والذي حضره ممثلين كبار من 30 دولة مؤثرة في العالم،
وذلك امتداد لمؤتمر سابق في أوربا عقد قبل 3 اشهر.
6) هذه بعض الشواهد لهذا التوجه الأمريكي البريطاني الاخير في فضاء الدبلوماسية الدولية بهدف انجاز اختراق سياسي مفيد لهم وداعم لمواقف الادارة الامريكية داخليا وخارجيا ،
7) اخيرا،
نحن بالجنوب لسنا خارج خارطة هذا النشاط ، والتعزية الامريكية باستشهاد احد قادة القوات الجنوبية ( عبداللطيف السيد) ضد الجماعات الارهابية هي المرة الامريكية الأولى التي تخص بها القوات الجنوبية بثناء واضح،
ويمكن ان يكون مفتاح لتطوير موقف سياسي امريكي بريطاني افضل من القوات الجنوبية والقضية الجنوبية اذا تم التقاط هذا الخيط ونسج فرصة سياسية مكتملة منه لفائدة القضية الجنوبية.
#م_مسعود_احمد_زين