شارك الخبر
دلتا برس /كتب /صالح الداعري
يجمع عامة الناس أن الوطن هو البيت الكبير الذي يتسع وياوي كل من يسكن على ترابه، بمختلف اشكالهم والوانهم وانتماءاتهم.
كما يدرك الجميع ان عزتهم من عزة وطنهم وقوتهم من قوته،وضعفهم من ضعفه،ولا أحد يريد أن يكن بلده ضعيفا ،ولكن الجهل والتامر هما عاملان رئيسيان في ضعف البلدان والشعوب.
ان الاخلاص للوطن والتضحية من اجله لا يتحققان إلا إذا شعر الجميع بانهم شركاء في السلطة والثروة ومتساون في الحقوق والواجبات.
ونتيجة ضعف الدولة وقلة هيبتها،عادت لنا أمراض واوجاع قديمة كنا قد قضيا عليها ومابقي منها تم تحجيمه ،من بينهما التعصب المناطقي والقبلي المخالف للعقل والمنطق.
فالتعصب القبلي والمناطقي ارثا قديم،يزيد بضعف الدولة ويتلاشي بقوتها .وبما أن بلادنا لم تنعم باستقرار سياسي طويل الامد،ظل الناس متماسكين قبليا ومناطقيا والسبب عدم ثقتهم بقدرة الدولة على توفير الحماية والامان لشعبها.
لقد وجد المستعمر والحاكم المستبد ظالته في بيئة قابلة للتعصب القبلي و المناطقي الخ،فعمد إلى تغذيتها واثارة الاحقاد والثارات.ليشغل المجتمع نفسه بنفسه.
كي تتمكن من فرض سيطرته على البلاد ونهب خيراتها.
ظل الاستعمار و الحكام المستبدين يبحثون عن الرموز القبلية المؤثرة القادرة على التاثير في المجتمع، لكسب ولائاتهم بالمال والجاه،ليتمكن الحاكم عبرهم من اخضاع الناس واخماد أي احتجاجات أو ثورات للتحرر من الاستعمار واعوانه.
فصار المجتمع عبارة عن قطيع من الماشية، يقودهم المشايخ المسنودين بدعم المستعمر والحاكم المستبد،معززين بصلة قرباتهم بالناس،ومن خرج عن طاعة الشيخ تخلت عنه القبيلة، واصبح دمه مباحا.
واذا ما قارنا بين الشمال ولجنوب ،نرى الاختلاف كبير..فالشعب في الشمال لازال يحكم بالعرف والشيخ هو الأمر الناهي،بعكس الجنوب الذي كان قد قضا ع الحكم المشيخي واضعف التعصب المناطقي،عند خروج الاستعمار في ٦٧م.
وبعيد تحقيق الوحدة سعى نظام عفاش إلى تعميم تجربه الشمال على الجنوب،و لكنه كان كلما حاول الامساك بوجاهة قبلية أو شيخ يحترمه الناس، سرعان مايفقد الشيخ المنتظر شعبيته.فالبيئة لم تعد صالحة لنمو شجرة قد تم اقتلاعها حتى وان بقيت على قيد الحياة.
وصفهم أحد أصحاب الفكاهة بانهم كالثيران الجاموسية،ذو الشكل المفزع والحجم الكبير، ولكنهم لا يعترضوا احد ولا يخشاهم أحد.
لكن عفاش نجح في اذكاء الصراع المناطقي،الذي ظل تحت الرماد أيام حكم الرفاق.وعندما ما أتت رياح الوحدة ازالت الرماد وعادت النار في الضهور مجددا.
وللقضاء على مابقي من الارث القبلي والمناطقي،ينبغي على النخب والرموز الوطنية واامة المساجد والاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي،توعية المجتمع من خطر هذا الارث الهدام،الذي ما ان دخل بلدا إلا واعاده إلى عهود التخلف والضياع.
لقد استخدم نظام مابعد الوحدة اساليب مختلفة لاثارة النعرات وتمزيق المجتمع،و تفريخه إلى جماعات دينية متطرفة واحياء الثارات القديمة،ولكنه لم يحقق كل تمناه،ولكنه الحق الضرر بالمجتمع ولازلنا نعاني من ارثه الثقيل.
أن الخروج من مخلفات الماضي مرهونا بحكم عادل قوي،يضمن حياة وحقوق وامن المجتمع ، ويحمي ارضه من اطماع الخارج وعبث الداخل.
كتب /صالح الداعري