شارك الخبر
🖊️ فاروق المفلحي
اكثر الدول التي تعود سكانها على التعايش مع الاعاصير العاتية ويتّبع اهلها التعلميات هي الولايات المتحدة الامريكية . فعند تواتر اي معلومات عن الاعصار عبر الاقمار الصناعية ، تبداء المحطات الفضائية بمتابعة سير الاعصار ، كما ويلقي عمدة المدينة التي سيضربها الاعصار كلمته وتحذيراته للسكان واهمية مغادرة المدينة ويبداء السكان بتزرير ابواب ونوافذ بيوتهم ومغادرة مدينتهم ، ويراقب الامن والشرطة كل ذلك بحزم ، فتمر العاصفة المدمرة والعاتية باقل الخسائر في الارواح .
ويتذكر الجميع وقوع عواصف عاتية في امريكا ضربت شواطئها الجنوبية وعلى الاخص ولاية فلوريدا ، وبلغت حينها الرياح العاتية سرعة ٢٧٥ كيلو متر في الساعة ومع هذا مرت باقل الخسائر في الارواح . على ان الاعاصير في ازدياد بسبب الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة مياه البحار .
وعن اعصار ( دانيال) الذي محا جزء كبير من مدينة ( درنة ) البالغ عدد سكانها مئة الف نسمة ، فان الاعصار لم يكن السبب في مد مائي مهول وصل الى ارتفاع عشرة ادوار ، وفاق بذلك السونامي الذي ضرب ( فوكوشيما ) ففي تلك المدينة ارتفع موج البحر ١٥ مترا بينما في مدينة درنة ارتفع الموج الى ثلاثين مترا . بل ان سبب هذا الاجتياح المائي الغير مسبوق هو انسحاق سدين وتدفق المياه كطوفان ماحق .
دفعت امواج المياه المتدفقة على المدينة بسيارات لتستقر على سطوح بنايات بارتفاع ٦ طوابق . لهذا فالخسائر في الارواح كبيرة وهناك سيارات ملقاه في اعماق البحر بركابها . وهناك من توقع ان تصل الضحايا الى ٢٠ الف نسمة .
هذا الاعصار الذي سحق مدينة ( درنة) توفرت عنه معلومات ومؤشرات واخبار عن شدته وسرعة رياحه ولحظة ملامسة الاعصار المدينة ، ولكن لم تهب السلطات في المدينة الى ان تامر السكان بمغادرتها وذلك بسبب تقارير مسبقة عن هشاشة السدود التي كانت السبب في هذه الكارثة وليس الاعصار .
كما يعلم الجميع فان الزلازل تحتاج الى تقدم علمي في التنبوء بوقوعها ولم تنجح في اتقاء الزلازل اي دولة قبل وقوعها وربما الاستثناء هو زلزال وقع في الصين حيث حذر العلماء الصينيون من وقوعه ، فنجت الناس من كارثته بشكل استثنائي او بما يشبه المعجزة ، حيث طلب احد علماء الزلازل ان يتم ارغام السكان في تلك المنطقة على ترك بيوتهم بعد ان نبهت المجسات الارضية الى توقع الزلزال وكان بقوة فاقت ٧ درجات بمقياس ريختر فوقع الزلزال دون خسائر كبيرة في الارواح .
وعن الاعاصير فهي تتشكل قبل ايام وربما قبل اسبوع وتسافر وتستجمع الاعاصير قوتها او تنحسر ، وتراقب الاقمار الصناعية قدوم الاعصار بالثانية ، فتنبه السكان الى مغادرة المدينة . على ان ما وقع في درنة كارثة بل فاجعة سببها عدم الحذر واهمال مخيف من قبل الجهات المختصة في عدم صيانة السدود، التي محت جزء كبير من المدينة في لحظات . ولم يكن السبب الرئيس هو الاعصار بل حواجز السدود التي كانت بحاجة الى صيانة وتقوية علما ان عمر هذه السدود يزيد عن نصف قرن فوقعت الواقعة . فهل تتعظ من ذلك مصر وسد اسوان . بل وهل تحذر الحبشة فسد النهضة قد يمحو مدينة الخرطوم .