شارك الخبر
دلتابرس . ادب وفن
بليغ حمدي» بلغ الـ 30 عامٱ من الغياب وما زال بين أبرز الحاضرين..
عندما قال.. الإبداع خلال النوم «هبل» لأنّه إبن الوعي والتقدير والنور…
يليق التوصيف بـ بليغ حمدي، هذا الشرقي المتنوّع والثري الذي استطاع أن يجد مكاناً ومكانة له في عالم النغم بين الكبار، فحظي باحترام وتقدير الجميع في الوسط الفني، وحب جمهور عريض من السميعة.
28 عاماً مرّت على وفاة «بليغ».
فقط عبر فرقة عبد الحليم نويرة، وبعض الحفلات الخاصة ما بين القاهرة والاسكندرية وغناء عدد من الأصوات الشابة لأغنياته الأسطورية التي صاغها للسيدة أم كلثوم ك(ألف ليلة وليلة، أنساك) وردة (العيون السود ) صباح (جاني وطلب السماح، أمورتي الحلوة) وعدد لا حصر له من المطربين أمثال فايزة أحمد، هاني شاكر، وغيرهم، وهو من اكتشف أكثر من مطرب (علي الحجار، عفاف راضي، وميادة الحناوي) لكنه أعطى أكبر عدد من الألحان لـ وردة التي تزوّجها وعاش معها حقبة متقلبة وعاصفة، لكنها كانت منتجة جداً ورائعة في مجال الغناء الذي يعيش في البال (إسمعوني، دندنة).
الكلام عن «بليغ» يتدفّق عندما تعلم كم حظي في حياته بإشادات من أم كلثوم التي اعتبرته (الواد الجن) بتاع الألحان الجماهيرية،
وفي لقاء أجرته إحدى المجلات الفنية العربية معه في منزله بشارع جامعة الدول العربية بالقاهرة، حكى العديد من المواقف الرائعة في مجاله، ومنها استغرابه عندما سئل عن الجيل الجديد، ورأيه به، فقال: إياك تقول أي كلام سلبي عن اللي بيشتغلوا اليومين دول، لو مش عاجبينك يبقى بيشتغلوا لزمن غير زمنك، ولجمهور غيرك إنت.
ثم أعطى مثالاً على أحمد عدوية ومن كانوا وما زالوا ينتقدونه على طريقة ونوع غنائه فأكد بحزم: كل اللي بيغنوا وناجحين جماهيرياً، بيقلّدوا عدوية هو اللي سهّل لهم الطريق قبل أكثر من 30 سنة.
وأكثر ما يجذبك إلى حديثه عندما تحدّث عن طريقة إبداعه وضحك من كل قلبه عندما سأله الصحفي هل تصحو أحياناً من نومك كي تكتب نوتة موسيقية جاءتك في المنام بعدما أتعبتك وأنت صاح، فأجاب: إيه الهبل ده، الفن والإبداع إبن الصحوة، إبن العقل المفتح، مش والواحد نايم.
لفترة عاش «بليغ» أسير الحكايات الخاصة التي رغم كثرتها لم تؤثر على سمعته وصورته كفنان كبير، من مشاكله مع وردة، زوجة له ثم مطلقة، وحول قضية السيدة المغربية سميرة مليان التي قتلت في منزله ولوحق قضائياً بسببها، وما تردّد عن علاقات عاطفية ومهنية معاً، ربطته بالفنانة الكبيرة ميادة الحناوي، وأكثر ما كان مؤلماً في حياته مكوثه خمس سنوات ويزيد في باريس حتى تمت تبرئة ساحته ،ويعود إلى مصر بعدما أُسقطت عنه التهم الملفقة بكاملها.
نعم عانى.
نعم أبدع، لكن أحداً لم يستطيع حجب عبقريته وقوّة الألحان التي صاغها للكبار، وعندما تعامل مع الفنانة صباح قال لها: آه لو ألاقي زي النفسية الرائعة اللي عندك. كان يحترمها ويحب شخصيتها المتسامحة والمندفعة والمحبة للجميع.
28 عاماً مرّت، والرجل حاضر بقوة كأنه أحد الأحياء الفاعلين..
إنّها ضريبة الفن، لكنها حسنته في الوقت عينه، يبقى الفنان حياً بإرثه حتى وإن دفن جسده. بليغ طاقة كبيرة يصعب اختصارها في مقالة أو دراسة..