شارك الخبر
دلتابرس. أدب وفن
إلى حسين عمورة
ِ
قصة/بقلم:سالم فرتوت
كانت في جيب كمره كان على يقين من ذلك’لقد رآها’بلونها الأحمر الذي تتخلله ألوان بيضاء هنا وهناك.
مية كانت كافية حينها لأن توقر ظهر حماره بامسبار.وامسبار هو المواد الغذائية التي يبتاعها الشخص لأفراد أسرته.
ومن اجل امسبار تجشم سالم الطيب مغادرة قريته في يرامس إلى باتيس.امضى ساعات في الطريق الحصوي الرملي حتى وصل ضحى ذلك اليومِ
مع امطيري صحا من منامه وارتدى بركالته العتيقة’وجرمه’ أبو عسكري’ الأبيض.
وأعد حماره إذ وضع الخرج على ظهرها.
وعلى ريقه بكر ذلك اليوم الشتائي متحملا برد الشتاء.ليتسبر لاعياله .
كان لديه من الأبناء ثلاثة أكبرهم في العاشرة.
سالم كان تواني_اي طيب لحد السذاجة..لايفرق بين الحلم والواقع.
أممية بالنسبة له ولامثاله هو الذي بالكاد يملك خمسها او عشرها لاتعدو أن تكون حلما في تلك الأيام من سني الستينات.وما كان حلمه في المال يتجاوز المئة.
صادفه بعض معارفه في الطريق :(وين تبا ياسالم ذي امساعه؟)ِ
:(معي مية با باتيس بتسبر لامعواقب وامهم.)
مية منين لسالم مية ..هي هي الله رعوها في جيبي..كان على يقين من ذلك.
وحث حماره على السير ليصل باتيس بأسرع وقت!
والتراب مندى وهو يمتطي حماره وحوافر الحمار تخط رحلة استثنائية لسالم’ شأنه شأن آخرين’ يجلبون سبارهم من البلدة القريبة من بلدتهم النائية..
سيبتاع شوال دقيق 50 كيلو .وهو الذي يشتري بالرطل. اليوم سيجلب جونية دقيق لصالحه مرته ولامعواقب! والناس في قريته تنظر إليه متعجبة إيها مااليوم حمار سالم محمل سباركثير’..منين له؟ ليلة القدر نزلت عليه!وذهب باتيس وامميه في كمره.وعاد إيه ياسالم..عاد بشوال دقيق كان سعره في ستينيات القرن الماضي ثلاثين شلن يارخصاه..امحمار مسكين مش بايعود_شدد الواو في يعود_ يحمل جونية دقيق ونص فراسلة رز ونص فراسلة ‘سكر’سوف يضع امرز وامسكر في امخرج ليتعادل جانبية’ويدس إلى جانبيهما الأشياء الأخرى!
واتجه أهل قريته إلى الحقول’لجلب العلف لامبوش او للعمل فيها’امنسوان وامرجال ذهب كل إلى حيث رزقه’عداه هو الذي رزقه في جيبه..منين لك ياسالم ذلك المبلغ الكبير الذي لطالما حلمت به؟! وحلم ويحلم به امثالك’ أيها المعدم! لقد ترك معارفه في حيرة..هل سرق سالم أحد الموسرين؟ هل؟ وهل؟ ..منين لك’ ياسالم الطيب مية شلن دي انداك ينديهم.
المئة في جيب سالم. كان متأكدا من ذلك’شافها في كمره المهترئ..
وانتظرت صالحة عودته من باتيس البلدة الأقرب لقريتهم الواقعة في منطقة يرامس.وفي باتيس دكان كبيرة! دكان سمع عنها سالم يتسبر منها الناس دي معاهم امميات..وسالم كان على يقين أن في جيبه مية دسها بيده في كمره بعد أن اعطاه إياها شخص لم يتبين وجهه البهي تماما شخص’ قال له:(خذ يابني هذه لك!)
ودس سالم الميه بيده في كمره عشية ذلك اليوم..
ولم يعد إلى الكمر ليتأكد من أن المية في جيبه.
ما إن تناهى الأذان إلى سمعه إلا واصطحب حماره إلى باتيس’ ليجلب لصالحة و لامعواقب امسبار’مش أي سبار شهر’وبعد شهر سيرى أحدهم في المنام وهو يهبه مية’فيتجه إلى باتيس التي كانت بالنسبة له العالم الآخر بعد يرامس’بايتسبر سباره بمية كانت بالنسبة له حلماِ
ولكنه كان على يقين أنها في كمره..
وأعد له اممدكن سباره’واخذ هو يحمله ويدسه في الخرج’ولم يبق إلا شوال الدقيق عندما يهم بركوب حماره سيضعه على ظهره ويربطه بحبل يتصل ببطنه كيلا يسقط.
ولم يبق إلا أن يسلم ثمن سباره..ودس يده في جيب كمره’ يبحث .عن الميه…وامميه كانت حلما..راى شخصا في منامه يهبه إياها…راه واحس بيده يد الرجل الكريم وهي تضع المئة في كفة ويضعها هو في الكمر كان على يقين بأنها في الكمر.ولكنها كانت حلما أنقذ حماره من حمل ثقيل.