شارك الخبر
تلبية للدعوة الكريمة من الأخ المستشار على محمد الساكت، الاستاذ القدير، وعضو مجلس الشورى، للمجلس الانتقالي، لاخوته في القبيلة لتشاور في قضية أبنهم المغدوربه ظلما وعدوانا في نهاية الشهر الفارط والذي كان قد قضى نحبه بعد نزيف حاد في المشفى ..
في طريقنا إلى أبين بمعية الأخوين عادل السنيدي، و فتاح نصر (الشتيت) لفت انتباهنا الجهود الجبارة التي تبذل في سفلتت الخط العام, بعد عذاب سنين في هذه الطريق, التي أزهقت الكثير من الارواح بسببها لردائتها ،…لكن أبين مازالت ملامحها حزينة ويكسوها لباس الحزن, وعلى محياها الوجوم ..حيث مازالت إطلال الحرب لم تمحى, وحالة الناس يرثى لها ..اختفا من ابين ذلك الزمهرير ,الذي رسمه محافظها الرائع محمد على أحمد, ..اختفت تلك الوجوه الباسمة ,السالية خفيفت الظل, ..اختفى صوت فيصل علوي ودحان, ..لاتكاد الا ان تشاهد وجوها عابسة مكفهرة, ..فقيرة يائسة بلا أمل ,..بالكاد ان تقضي يومها لا تصدق انه يمر ..في هذه المحافظة التي تسكن فيها ذكريات الطفولة والصبا ..أضحت بلا ملامح ..وبلا تعابير ،ضنكاء , كفتاة جميلة تدثرت بجلباب متسخ البسه لها اناسا اتوا من غياهيب الزمن من القرون الوسطى ..تخفي جروحها النازفة لكنها لم تستطع إخفائها …
في حوش منزل محمد وشيخ الساكت العامر في جعار (المثلث) كان المنزل يبدو شامخا شموخ اصحابه العظام رجوله ومواقف لا استطيع تعدادها هنا ..تقاطر إلى هنا رجالا لبو الندى والدعوة.. شيوخا ورجال أعمال، وأصحاب الحل والعقد من القبيلة، موازرتا للعائلة المنكوبة ..اتو للمشورة والمعاضدة ،وتعبيرا عن حزنهم البالغ لفقدان شبلا يانعا مايزال بعمر الزهور فلذت كبد أبويه..مقبلا على الحياة ..
أخذ هكذا عنوة دون سابق تحذير او انذار، بطلقة نارية من عساكر تجاوزوا حدود المعقول …
عائلة الساكت في أبين وتحديدا في باتيس، عائلة عريقة تاريخها وهو تاريخ المدينة ..عائلة مسالمة يحبها الناس لسمو اخلاقها ورفعه مقدارها ومشاركتها الناس افراحا واترحا ..لم تدخل يوما في اشكاليات مع احد بالمطلق …
قبيله السنيدي في عدن وحضرموت و ساحل أبين والجبل قبيلة عريقة، موقلة في التاريخ والقدم لشيوخها ورجالاتها الأشداء صاع وباع في الرجوله، والصدق والامانة والسمعة ويشار إلى شيوخها بالحكمه والوقار وإصلاح ذات البين وفي تاريخها القريب الكثير من رجال الدوله الذي صالوا وجالوا مسطرين علامات بارزه لاتمحى ..وفي حاضرها مشايخ مخضرمين مثل الشيخ زيد محسن والشيخ يسلم محمد شيخ ..والشيخ زيد بن شايف ورجالات دولة وقادة عسكرين ودكاترة جامعات وأساتذة في القانون ..
كان الجمع مميزا وكانت الآراء كلها ناضجه متزنه وضعت نصب اعينها جميعا هول الفاجعه وبشاعه الجريمه وحيثياتها ..انشرح صدري وانا اسمع الجميع بعقولهم الراجعه وتقديرهم الموقف، تقديرا صحيحا ..رقم ان القضيه معقده وشابها بعض التجاوزات والتصرفات الفرديه التي تتطلب احياننا ردت افعال متعصبه تفلت بسببها الامور الى مالا يحمد عقباه …
ذهبنا نحمل في قراره انفسنا قرارين وهي سلك طريقا اضطراريا وهو ضغط القبيله او إنفاذ القانون وسلكه ضابطين الانفس كاتمين الغيظ محترمين للقوانين دارئين للفتنه سادين كل بؤرها ..اختارت القبيله بإجماع من حضر وهم نخبه النخبه اختارت القانون مع تشكيل لجنه متابعه من خمسه اشخاص برئسهم شيخ القبيله المخضرم زيد محسن
شعرت بالفخر ان قبيلتي ضبطت نفسها واختارت القانون حكما والنيابه والمحاكم طريقا حضاريا رقم ضغوط المتربصين الجاهلين بدفعها إلى العصبيه الجاهليه ..ما اجمل ان تكون القبيله ذات وعي وإدراك ..وان تكون القبيله سالكه طريق الحق رديفه لدوله وجزء منها ..وفي ظروف نعرفها جميعا تعيش فيها الدوله هوانا وضعفا
احياننا ان تختار الطريق الصحيح الامن ليس ضعفا بل قوه وحكمه معا ..
القبيله وهي تسلك هذا السلوك الحضاري تهيب بكل اجهزت التحقيق والقضاء والحزام الامني في ابين التعاون معها في إنفاذ القانون وتحقيق العداله ولا شي غير العداله
وهي ان اختارت ذلك تعزز الثقه بها
السلام لروحك الطاهره فقيدنا الغالي
عبدالناصر السنيدي