شارك الخبر
غيّب الموت امس الفنانة السورية القديرة ثناء دبسي عن عمر ناهز 83 عاماً بعد مسيرة فنية غنية بعشرات الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية بدأتها منتصف خمسينيات القرن الماضي.
ونعت نقابة الفنانين والوسط الثقافي السوري الراحلة ثناء دبسي، كما نعاها العديد من زملائها الفنانين الذين تشاركوا معها في العديد من الاعمال المسرحية والدرامية وترسخت في ذاكرة المشاهد مثل حارة القصر وهارون الرشيد وشجرة الدر والحكاية الثانية من سيرة بني هلال والأميرة الخضراء والذئاب وأبو كامل وقلوب خضراء وباب الحديد وسيرة آل الجلالي وقوس قزح 2 والفصول الأربعة ورسائل الحب والحرب وترجمان الأشواق. كما شاركت الفنانة الراحلة بثلاثة أفلام أنتجتها المؤسسة العامة للسينما وهي المخدوعون واللجاة وشوية وقت.
وخلال مسيرتها الفنية الغنية نالت الفنانة ثناء دبسي العديد من الجوائز والتكريمات ومنها تكريمها بمهرجان دمشق المسرحي 2004 وكانت أحد المكرمين ضمن احتفالية الثقافة السورية عام 2020.
وشاركت الفنانة مع شقيقتها الفنانة ثراء دبسي بالعروض التي كانت تقدمها فرقة مسرح الشعب على خشبة مسرح دار الكتب الوطنية في حلب. وكانت من أوائل الفنّانين المساهمين في تأسيس المسرح القومي حينما تركت دراستها الثانوية وانتقلت إلى دمشق مع أختها ثراء للمشاركة في هذه الفرقة.
وانضمت الفنانة الراحلة إلى نقابة الفنانين السوريين مطلع آذار / مارس 1968، وتزوجت من الممثل سليم صبري وانجبت ابنتها يارا الذي تعمل كممثلة.
بدأت مسيرة الفنانة القديرة الفنية وهي فتاة صغيرة في الحفلات المدرسية بمدينتها حلب، وتعلمت رقص السماح وغناء الموشحات والقدود، وانتقلت بعدها للمشاركة في أنشطة فنية كانت تنظمها فرقة نادي المسرح الشعبي في حلب وتدربت على يد الموسيقي الراحل بهجت حسان ما ساعدها على تطوير مهارات الإلقاء فضلاً عن ولعها بقراءة الكتب ولا سيما في المسرح وعلم النفس الذي اعتمدت عليه في تحليل الشخصيات التي كانت تستند إليها.
ويسجل للفنانة الراحلة انها كانت من الممثلين الأوائل الذين ساهموا بانطلاقة المسرح القومي في سورية مطلع الستينيات وقدمت من خلاله العديد من العروض منها “أبطال بلدنا” و”مدرسة الفضائح”. وتنوعت الشخصيات التي برعت فيها بين ادوار الأم العطوفة والشخصيات الكوميدية التي كانت تستهويها.
وقد عانت ثناء من مشكلة صحية في شبكية العين، تحدث عنها زوجها الفنان سليم صبري، الذي قال في حديث لبرنامج تلفزيوني “لا يمكن تخيل مدى صعوبة أن ترى حبيبتك تتألم”، وكشف عن أمنيته أن يتبرع لزوجته بعينه إلا أن هذا الأمر غير قابل للتطبيق طبيا.