شارك الخبر
وصل إلى مسامع الإمام يحيى حميد الدين خبرا أزعجه كثيراً ،وهو أن بعض الشباب يترددون على بيت يهودي يمني في أطراف مدينة صنعاء ليشربوا الخمر هناك ، بما فيهم بعض أولاد الامام يحيى ( سيوف الاسلام ) وبعض أفراد حاشيته .
قام الإمام على الفور بإستدعاء اليهودي ليسأله وجهاً لوجه ، حضر اليهودي ووقف خائفاً مرتعشاً بين يدي الامام الذي سأله عن أسماء زبائنه ..
في البداية انكر اليهودي وأقسم بايمان مغلظة بأن لا أحدا من المسلمين يدخل بيته لشرب الخمر أو لأي سبب آخر ، فلم يصدقه الإمام يحيى وهدده بالحبس والعقاب قائلاً له : حتى أولادي مسختهم يا يهودي !
وهنا صاح اليهودي وقال : أتكلم يا مولانا ولي الامان؟ فقال له الإمام : لك الامان . غير أن ن لسان اليهودي انعقدت ولم يستطع الكلام ، خوفا من وصول الخبر الى أولاد الإمام ولاشك انهم سيعاقبونه شر عقاب .
أدرك الإمام يحيى سبب خوف اليهودي فأعطاه ورقة بياض كبيرة وقال له : أكتب لي الأسماء كاملة هنا . ولن يعرف بها أحد .
استلم اليهودي الورقة وبدأ يكتب ثم يتوقف ويفكر طويلاً ويعود للكتابة .
طال انتظار الامام الذي كان منشغلاً ببعض الحاجات ، وبعد فترة من الوقت ، نهض اليهودي وتقدم من الإمام منحنياً وخائفاً ووضع الورقة في يده ! وبمجرد أن نظر الإمام في الورقة صاح بغضب : لك بتكتب ساعة يايهودي وتدي لي أسمين أثنين بس ؟!
اجابه اليهودي وهو يرتعد من الخوف :
يامولانا .. قائمة
(المعاريد الذين يشربون الخمر)
من جماعتكم كبيرة قوي !
قلت اختصر لكم الموضوع فكتبت لكم أسماء الذين لا يشربوش وهم
( أثنين فقط )
فصرخ الإمام : كيف يايهودي ؟ ! اثنين ف الذي لايشربوش !
قال اليهودي : انتم اعطيتوني الأمان وانا أعطيت لكم الصدق !
فصاح الإمام وضرب بكفيه على فخذيه وقال : يعني كلهم معاريد يايهودي !
اجابه اليهودي ؛ كلهم معاريد يامولانا !