شارك الخبر
د. عيدروس نصر
أسعدني كثيرا ذلك الخبر الذي تداولته العديد من المنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، عن حفل تكريم فنان أبين وصوت الوطن المعروف مسكين علي حيدره
صاحب التاريخ الحافل بالعطاء الفني والإبداعي والوطني والإنساني.
كنت دائما أقول للزملاء الذين يدور معهم الحديث عن الأخ مسكين، إن أخانا مسكين هو مجموعة أشخاص في جسد واحد.
فهو الشخصية الوطنية التي واكبت الحياة السياسية والاجتماعية وما تخللتها من تحولات ومكاسب ونجاحات وانعطافات وإخفاقات على صعيد محافظة أبين وعلى صعيد الوطن الجنوبي عامةً، منذ نهاية الستينات ومطلع السبعينات وحتى يوم الناس هذا.
وهو كتلة الإبداع الغنائي والفني المتميز بصوته الرخيم وحنجرته الذهبية التي أغنت الفن والموسيقا الابينيين بعطاءات لم تنل حقهافي النشر والترويج كماتستحق.
ما زلت اتذكر تلك الليلة الأبينية التي حضر فيها الفنان مسكين مع الفنانين الكبيرين محمد محسن عطروش وعوض أحمد أطال الله بعمرهم جميعاً، وقدم حينها مسكين واحدةً من أجمل الأغاني الوطنية من كلمات الصديق الصحفي والشاعر المرحوم أحمد مفتاح عبد الرب وألحان الفنان الكبير أحمد تكرير (إن لم تخنني الذاكرة)، والتي يقول في مطلع كلماتها؛
خطوة بخطوة الطريق
يا شعب قدامك
ما هيش سهله ولا
صعبة على أقدامك.
. .
إلى إن يختم المقطع بقوله.
نضاعف الإنتاج ونحمي
مكاسب الثورة.
بجانب موهبته الفنية النادرة فإن مسكين قائدٌ سياسيٌ واجتماعيٌ معروف ومتميز.
ونقطة التميز لدى مسكين تكمن في صدقه ووفائه للناس وتواضعه معهم، حتى وهو يتبوأ المواقع القيادية المهمة وفي جميع المراتب التي شغلها.
مسكين قبل هذا وبعده هو الإنسان، الذي اقتطعت الإنسانية مساحة كبيرة من نفسيته وثقافته وقناعاته وعلاقاته بالناس وروحه الرائعة.
شخصيا كانت لي أنا والرفيق مسكين فرصة العمل معا بعيد نخرجي من بلغاريا وتفرحي في العمل الحزبي ثم للعمل في مجلس الشعب المحلي بمحافظة ابين، حينما كان مسكين رئيسا للثقافة الحزبية ثم رئيسا للجنة الدفاع الشعبي في المحافظة وكانت فرصة لاتقرب من الفنان الكبير والإنسان الجميل مسكين.
شكرا لكل من فكروا بتكريم أخينا وفناننا الرائع والناشط السياسي والاجتماعي مسكين علي حيدره.
وعمراً مديداً لفناننا الكبير.