شارك الخبر
فى آخر أيام الممثل العالمى عمر الشريف أجرت معه قناة عربية حوارا حول مشواره الفنى فقال كلاما خطيرا ومهما جدا، كان يسخر من كل ما قدمه فى حياته من أفلام وفن وتمثيل، كان يقول للمذيعة: مش عارف إيه العبط اللى كنت بعمله ده؟
أحفظ كلمتين من السيناريو وأقولهم أمام الكاميرا واحصل على ملايين الدولارات (!!!)، ليه يعنى هو انا عملت أيه للبشرية والا نفعت الناس بإيه(!)، والمذيعة تعارضه وتقول له يكفى إن حضرتك أكثر ممثل عربى مشهور(!)
فضحك ساخرا .. وقال وأيه يعني(؟؟)
أنا دلوقت فيه ناس تعرفنى فى اليابان وفى البرازيل وفى جنوب افريقيا، ولكن بقعد فى البيت لوحدى فى ضيق وملل(!)
كنت أتمنى اقعد أتعشى على ترابيزة صغيرة وحولى زوجتى واولادى واحس بناس معايا أحبهم ويحبونى وهما جزء من حياتى
واستمر الحوار على هذا النسق وقد حطم عمر الشريف كل التابلوهات المحفوظة عن التمثيل والإبداع والمجد والشهرة….
.
ذكرت هذا الحوار وأنا أقرأ عن الفلاحة الأمية من صعيد المنيا (دميانة نصار )
سيدة فقيرة .. تعول أسرة تعيش تحت خط الفقر مثل الملايين من المصريين حققت مالم تحققه ممثلة مصرية ولا عربية طوال تاريخ السينما(!)
بدأت الحكاية بمخرج شاب اسمه “عمر زهيرى” قرر ينفذ فكرة مجنونة ليه أجيب ممثلة تمثل فلاحة فقيرة مطحونة أو اجيب ممثل يؤدى دور عامل بائس فقير(؟)
طيب بدلا من الممثلين أنزل القرى والنجوع وأختار من ينطبق عليه نفس صفات الممثل أو الممثلة التى أريدها للدور .
وكل اللي عليا.. أقول لهم تكلموا كما انتم وبدون تمثيل .. مع بعض التشجيع والتدريب على مواجهة الكاميرا والمصورين .
ونجحت الفكرة وتم عمل فيلم ريش
والفيلم تدور أحداثه حول رجل فقير معدم وأسرته مطحونة
.
أراد الرجل أن يحتفل بعيد ميلاد ابنه ويدخل السعادة عليه
.
فاتفق مع حلوانى لعمل تورتة رخيصة واحضر ساحر على قد حاله لعمل نمر وألعاب فى الحفلة المتواضعة
.
وفى الحفل احضر الساحر صندوقا خشبيا وكانت اللعبة أنه وضع الأب فى الصندوق وقرأ تعويذة فحوله لدجاجة
.
وطبعا صفقوا للساحر على النمرة المبهرة
.
ولكن المشكلة أن الساحر لم يستطع أن يعيد الرجل لما كان عليه من قبل
وبقى رب الأسرة الغلبان فى هيئة دجاجة ضعيفة .
وهنا تمضى أحداث الفيلم الفنتازيا بامرأة وجدت نفسها فجأة مسئولة عن رعاية اسرتها ورعاية الدجاجة (زوجها) .
وكان لابد أن تخوض غمار الحياة الصعبة وتبحث عن أى عمل مهما كان مجهدا أو شاقا ولو يدر عليها القليل من الجنيهات والا ماتوا جميعا جوعا .
هذا الفيلم الذى حقق المفاجأة المدوية .
فاز بجائزة النقاد فى مهرجان كان السينمائي .
وهى جائزة لم يفز بها أى فيلم مصرى أو عربى من قبل !!!!
يعنى كما قالوا قيراط حظ ولا فدان شطارة .
الفيلم كله لا يوجد به ممثل أو ممثلة معروفين من قبل .
كلهم كومبارس من الدرجة الثالثة المغمورين .
أو شخصيات حقيقية تؤدى نفس دورها فى الحياة مثل أم ماريو أو دميانة نصار التى تصدرت صورها صحف ومجلات السينما العالمية وهى بالكاد تفك الخط .
يعنى لا معهد سينما ولا أكاديمية فنون .
يعنى الحكاية كلها طلعت كما كان يقول عمر الشريف فى حواره .
لدرجة ان الفنانين والفنانات فى الجونة الذين ياخذون الملايين على ادوارهم السينمائية وبرامجهم التلفزيونية ….
ثم لا يجيدون إلا التعرى والتقبيل .
انسحبوا من مشاهدة هذا الفيلم الذى (علم) عليهم جميعا وحصل على جائزة لا يحلمون بها فى حياتهم كلها .
وزعموا أنهم انسحبوا من باب الوطنية لأن الفيلم يسىء لسمعة مصر ويظهرها دولة فقيرة
أم ماريو عرتيهم وفضحتيهم وحبست دمهم وكشفت للناس… الأونطة الكاذبة فى إعلامهم .
ولكن نقطة أخرى لم ننتبه إليها وهي أن الله إذا أراد أن يعلي من مكانة شخص فذلك يحدث وبدون حسبان أو توقع.
من الذي كان يتوقع أن تكون دميانة نصار تتحول من إمرأة فقيرة جدا إلى كونها امرأة ذات شهرة ومعروفة للغالبية .