شارك الخبر
دلتابرس . متابعات
قبل 51 عاماً جندت إسرائيل الجاسوسة هبة عبدالرحيم سليم المعروفة إعلاميًا بـ”هبة سليم”، لتصبح أشهر وأخطر جاسوسة كشفت عنها المخابرات المصرية.
وبالتزامن مع احتفالات أكتوبر 1973 لا يستطيع أحد أن ينسى من حاولوا خيانة الوطن بالتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي ومن أبرزهم، هبة سليم.
وتعد هبة سليم من أخطر الجواسيس اللواتي عملن لصالح جهاز “الموساد”، لدرجة أن صورتها اليوم تتصدر مبنى الجهاز نظرًا لخدماتها التي قدمتها لإسرائيل، والخرائط التي قدمتها عن تواجد منصات صواريخ الدفاع الجوي “سام 6″، التي حصلت عليها مصر من الاتحاد السوفيتي آنذاك.
واستطاعت هبة سليم الايقاع بالضابط في الجيش المصري، فاروق عبد الحميد الفقي، الذي أعدم رميا بالرصاص بعدما كشفته المخابرات المصرية وجرى القبض عليه بسرية تامة، وخلال التحقيقات اعترف بفعلته، وقال إن خطيبته هبة هي العقل المدبر، وهي حبقة الوصل مع الإسرائيليين.
وكون الضابط الفقي ضمن الضباط القلائل الذين كانوا يعرفون موعد “ساعة الصفر” باعتباره عضوا في “غرفة العمليات”، فتمت محاكمته في سرية تامة، وأعدم رميا بالرصاص بدون ضجة.
وكما جرى التعامل مع الفقي بسرية، كانت كذلك خطة القبض على “هبة” حيث وضعت المخابرات خطة محكمة، وكان الحل استدراجها للسفر إلى ليبيا حيث يعمل والدها مدرسًا هناك، وجرى التنسيق مع السلطات الليبية وأقنعوا والدها بأن ابنته متورطة بخطف طائرة إسرائيلية مع الفلسطينيين وهي مطلوبة لإسرائيل، والحل هو ادعاء الوالد بأنه مريض جدًا ويريد رؤية ابنته.
وبالفعل أدخلوا والد هبة إلى المستشفى وقام بالاتصال بها عدة مرات وهي في باريس، إلى أن وافقت على المجيء إلى طرابلس، وما أن هبطت من الطائرة حتى وجدت حولها رجال المخابرات المصرية، واقتادوها إلى طائرة في مطار طرابلس متوجهة إلى القاهرة.
وفي نفس الوقت الذي قبض على الجاسوسة، كانت إسرائيل على علم بما حدث معها، فقامت بالضغط على الرئيس الأسبق، أنور السادات، لإطلاق سراحها، لكنه أصدر أمره بإعدامها سرًا.
وبعد مرور أشهر على انتهاء حرب أكتوبر، تحدث وزير الخارجية الأمريكي مع الرئيس السادات للإفراج عنها، إلا أن السادات قال له : إنها “أعدمت ولا داعي للوساطة”، ليسدل الستار على ملف الجاسوسة الشابة صاحبة الـ 30 عاماً.