شارك الخبر
في ٢٢مايو عام ١٩٩٠م سلم الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض الجنوب العربي وهو وطن قائم بذاته لجاره الشمالي الطامع التاريخي فيه,ولم يستطع اخضاعه بالقوة في مراحل مختلفة من التاريخ,اثبت فيه الحنوبيون وحكامهم أن الحنوب ليس جزءا من الجار الشمالي,ويأبي الاحتلال أي احتلال!
وفي العصر الحديث وفي ظروف دولية وعربية مختلفة,انتشرت فيها الايديولوحيا القومية والاممية ومؤامرات المستعمرين الخبثاء,ظهرت قوى سياسية في الجنوب أسس بعضها أو شارك في تاسيسها وعضويتها يمنيون,اتخذت من الايديولوحيا القومية والاممية منهجا لها,رات أن الجنوب يمكن أن يكون حقلا لتجريب تلك الأفكار, التي لم تكتف باعتبار الجنوب العربي حزءا من الأمة العربية,بل اعتبرته حزء أو على حد تعبيرها شطرا جنوبيا لجاره اليمني بتسميته المعاصرة التي لم يمض عليها عدا ثلاثة عقود.تقريبا.
غيرت الجبهة القومية ونظائرها تسمية الجنوب من الجنوب العربي إلى الجنوب اليمني, في اعتراف صارخ للطامع اليمني باحقيته في أرض الجنوب متجاهلة تضحيات شعب وحكامه في سبيل الدفاع عن ارضه واستقلاله عن سيطرة جار ظالم!
وبعد الاستقلال عن بريطانيا التي تسلمه ننظيم سياسي,كان مستعدا لتقرير مصير مأساوي للبلد الذي زعم أنه حرره ولايجد غضاضة في استدعاء محتل آخر لتسليمه اياه, لكي يحقق ماافترض انها وحدة يمنية وعاصمتها التاريخية التي لاوجود لها إلا في اوهام الايديولوجيين!
وخلال ٢٣ عاما هي عمر الاستقلال,فرضت الجبهة القومية الحاكمة ،التي ضمت يمنيين، مايسمى بالوحدة على الحنوب وشعبه دون ان تحشم نفسها حتى استفتائه كما يحصل في كل بلاد العالم عندتغيير اسم بلد, أو تحقيق وحدة مع بلد آخر.
تصدرت مايسمى بالوحدة اليمنية برنامج الحزب الحاكم,وكانت احدى قضاياه الرئيسة, وكان على الحنوبيين أن يناضلوا كل يوم وكل لحظة وكل ساعة لتسليم ارضهم لمحتل آخر,في مرافق العمل والانتاج وفي المدارس وفي المكاتبات الرسميةوحتى الشخصية! الم نكن نردد شعار (لنناضل من أجل الدقاع عن الثورة اليمنية وتنفيذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية.)
ووقع حاكمان جنوبيان اتفاقيتين لتسليم الطامع اليمني ارضنا ٫هما الأولى في ٢٨اكتوبر عام ١٩٧٢م في القاهرة بعد أقل من خمس سنين من استقلاله،وهي التي وقعها الرئيس سالمين,ووقع الثالثة جنوبي آخر هو البيض في الذكرى الثانية والعشرين من استقلاله,ليسلمه بدون قيد أو شرط بعد أقل من نصف عام لعفاش.وسرعان ما اكتشف الحقيقة المرة ألا وهي ٫أن الطرف الآخر لايفكر بمنطق المغفلين,الذين لايحميهم القانون.
طبعاً هناك اتفاقية الكويت وهي الاتفاقية الثالثة وهذه وقعها اليمني عبدالفتاح اسماعيل في ٣٠مارس عام ١٩٧٩م.مع يمني آخر هو عفاش!
وكان قدرنا أن يفعلها البيض فينا.الذي سرعان ماافقنا على ظلمه لنا (وظلم ذوي القربى
اشد مضاضة من وقع الحسام المهند.)_ كما عبر شاعرنا العربي_
اليوم ينبغي أن يكون شعارنا:(لنناضل من أجل الدفاع عن الجنوب العربي وتحقيق استقلاله الوطني .)
ولن نتمكن من ذلك إلا بالالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس القائد عيدروس الزبيدي.المصلحة الوطنية الجنوبية تفرض علينا ذلك.ففي مرحلة التحرر الوطني تنناسى الشعوب وقواها الوطنية الاختلافات الجانبية ،وتؤجلها حتى التحرير والاستقلال، ثم تقف بموضوعية وديمقراطية ازاءها حتى لاتتكرر أخطاء ماضينا القريب.
القاص سالم فرتوت