شارك الخبر
✍️ وهيب الحاجب
أقلهم أخطاءً وأكثرهم صدقاً وشجاعة.. أكثر من موقف له بدءاً من غزوة خيبر التي طرقت أبواب عدن فكان وجنوده أول حواجز صد الغزاة وأشدها قوةً وصمودا، حتى موقفه الأخير الذي قاله أمس الأول بمقطع فيديو على الملا وأسمعت كلماته من به صمم من سكان مستعمرة معاشيق… أكثر من موقف له كشف حقيقةً ثابتةً في الرجل مفادها أنه لا يحمل حتى 1 % من النفاق والتزلف والمداراة والوجوه المتعددة وكثير من السلوكيات “الوسخة والحقيرة” بإعلاء المصلحة الشخصية على القضية، وكذا “النذالة” التي بانت وتكشفت على وجوه كثير ممن كنا نفتكرهم مناضلين ووطنيين وسياجاً لسيادة الجنوب وكرامة الجنوبيين.
نعم، ورب العرش، هو أقلهم أخطاء وأكبرهم ترفعاً، وأسماهم أخلاقاً وخلقا، وعشمنا أنه أكثرهم وطنيةً والتزاماً بالثوابت التي فرط بها أولئك الشقاه وباعها “ذوناك” اللصوص..!!
مشكلته فقط أنه أكثرهم صراحة وأولهم إقداما وتهورا وإن على حساب روحه وحياته ومنصبه.. أكثرهم انفعالا وإظهارا لشخصيته الحقيقية وإيمانه الراسخ بقضية الجنوب عبر الفعل المباشر، وجميعنا شاهد حين نزع علم الجنوب من على كتفه، حميةً وغيرةً، وشاهدنا أمس كيف أوصل موقفه للغزاة والمحتلين بكل شجاعة.. مشكلته فقط أنه فاشل في التصنّع والنفاق وعاجز عن أن يصنع من وطنيته لصا أو تاجرا. لا حسابات لديه لمصالحه الشخصية مادام الجنوب والقضية هما الهدف، فاشل بكل السلوكيات التي أجادها لصوص وشقاة من رفاق الدرب.
الخلاصة… إن ماقاله في الخمس الدقائق وما بدا عليه من بلاغة وصدق لهو أجل وأقوي وأنفع من مرابطة لص وجنوده في الخطوط الأمامية لعامين متتالين وهو (اللص) يتمسح عند أقدام العليمي ويتزلف لسكان معاشيق الوافدين من جبال صعدة وأدغال تهامة.. 5 دقائق ارعبتْ العليمي وزبانيته المتربصين، وأعادت للجنوب شيئاً من المكانة وللجنوبين كمّاً من الأمل بالرجال الذين عرفتهم الميادين في 94، 2007، 2015، وأنستنا ويلات 2020 وما بعده.