شارك الخبر
—————————————————————————————————
القاضي عيدروس محسن عطروش، أحد أبناء محافظة أبين، مدينة زنجبار تحديدًا، ينتمي إلى أسرة عريقة لها جذورها العميقة في العمل الثقافي والتعليمي. فقد كان والده من أوائل من ساهموا في تأسيس التعليم النظامي في زنجبار، حيث أسس أول مدرسة فيها مطلع خمسينيات القرن الماضي. أما شقيقه الأكبر، فهو الفنان والمربي المعروف الأستاذ محمد محسن عطروش، الذي ترك بصمة بارزة في المشهد الفني والثقافي اليمني.
من لا يعرف القاضي عيدروس، فهو من الشخصيات القضائية البارزة في اليمن. درس الحقوق في العاصمة المصرية القاهرة، وبرز كأحد أشهر القضاة في الساحة اليمنية. يشغل عضوية المحكمة العليا منذ العام 1991م، ومؤخرًا عُيّن عضوًا في محكمة الاستثمار العربية ومقرها القاهرة، وذلك منذ عام 2025م. له مؤلفات عديدة في الشأن القضائي، ناهيك عن مقالاته المنشورة في الصحف. كما أهدى جامعة أبين ما يقارب ثمانين كتابًا في قضايا القضاء والتشريع، مما جعله مرجعًا في هذا المجال. ويُشهد له بسيرته النظيفة وسمعته الطيبة بين زملائه وتلاميذه.
في جلسة استمرت نحو ساعتين ونصف، في شارع العشرين حيث يتجمع معظم اليمنيين من كل المحافظات اليمنيه، عدنا معًا إلى الذاكرة، نسترجع ملامح الحياة في أبين، مدنها وقراها، ناسها الطيبين، الفلاحين والصيادين، والعمال والموظفين، وحتى “ساحة الشهداء” التي ظلت رمزًا سياحيًا وإنسانيًا في مدينة زنجبار. تحدثنا عن الأسر الكبيرة، والشخصيات التي صنعت فارقًا في حياة المحافظة. استرجعنا صور الحياة البسيطة التي كانت تزدان بـ المحبة والتلاحم، ولم ننسَ كذلك محطات الألم والأخطاء التي مررنا بها، على أمل أن لا تتكرر في المستقبل.
وفي نهاية اللقاء، كان الحديث شخصيًا، تناولنا فيه ما أنجزه كل منا، وما قدّمه لأسرته ومجتمعه، في لحظة تأمل جمعت بين الفخر، والحنين، والأمل. وقبل الوداع اهديته نسختين من كتابي الأخير (من وحي الذاكرة) حيث كان لمحافظة أبين فيه نصيب الاسد.
صالح سعيد المفلحي – 9 يونيو 2025م.