شارك الخبر
يعود تاريخ القوة في مصر إلى القرن السادس عشر ميلادي حيث ظل موضوع القهوة محل جدل بين علماء المسلمين في مصر وغيرها بين التحليل والتحريم استمر لعقود، كما هو الحال في بقية البلدان الإسلامية إذ عدّت يومها من المسكرات التي تذهب العقل وتحرم شاربها نومه، حتى جاء قرار السلطان العثماني سليم الأول في عام 1525م في إجازة شربها ومع ذلك كان هناك من يحرمها من علماء المسلمين.
المقاهي تُعد فضاءً عامًا للتواصل بين مختلف فئات المجتمع، حيث يجتمع الأصدقاء والعائلات، وتُناقش فيها القضايا اليومية والسياسية والرياضية. كثيرًا ما تكون المقهى بمنزلة “منتدى شعبي” يظهر نبض الشارع المصري. ولم تكن مجرد مكان لشرب القهوة، بل كانت ملتقى للأدباء، العلماء، والتجار. وتختلف تلك المقاهي من منطقة لأخرى، فهناك مقاهي شعبية وهناك مقاهي متطور تساير العصر، والمقاهي في مصر غالبًا ما تكون مزدحمة بالناس الذين يأتون لتناول الشاي أو القهوة أو النارجيلة، ولقاء الأصدقاء والعائلة.
وعموما تعدّ المقاهي في مصر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الاجتماعية والاقتصادية، حيث تلعب دورًا متعدد الأوجه. إلى جانب كونها أماكن لتناول المشروبات والوجبات الخفيفة، تعمل المقاهي كملتقى اجتماعي، ومكان للعمل، ومركز للأنشطة الثقافية والفنية. وهي إلى ذلك توفر فرص عمل للعديد من الأفراد، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
انطلاقًا من ملاحظاتي لعمل تلك المقاهي مثل مقهى (الخواجة) والمقهى المجاور له (تين تنك) حيث انهما تعملان ليلا ونهارا وروادهما كثر إذ لا تتسع لهم المكان مما يضطروا إلى التوسع ليلا إلى الشارع العام الموازية لتلك المقاهي مما يعرضهم إلى دفع غرامة المخالفات البلدية من وقت لآخر.
يزداد روادها تلك المقاهي في الليل مع ما يصاحبه من برودة الهوى في أيام الصيف، وفي هذه المقاهي تقدم تقريبا كل المشروبات من قهوة بكل الأنواع وشاي بكل أشكاله وغيرها، كما تقدم خدمة (الأرجيلة)أو الشيشة ويمارسوا الرواد العاب الدمنة مع الاستماع بالاغاني ومشاهدة الافلام و المباريات الرياضية التي يصحبها الهدوء عاتا وعند الهدف يرتفع أصوات الجميع بالصراخ،
ورواد هذه المقاهي من الرجال ونادرا ما توجد نساء وعائلات.
أما في المقاهي الأخرى وفي مناطق اخرى يوجد عائلات كامله فيها ويقضون وقتا ممتعا معا كما لاحظت ذلك في مدينة الإسكندرية الساحلية الساحرة، وتعتبر المقاهي في مصر من أقدم مظاهر الحياة العامة المنظمة، والقهوة تحوّلت من مشروب مثير للجدل إلى عنصر أساسي في الحياة اليومية المصرية.
صالح سعيد المفلحي – القاهرة