شارك الخبر
🖊️ فاروق المفلحي
يدور الحديث اليوم عبر الفضائيات والوسائط الاعلامية عن انقلابات عسكرية في دول اسلامية افريقية، وهي جمهورية النيجر وجمهورية الجابون . وتنشر بعض الفضائيات المحايدة حالة من الفرح الشعبي بتغيير النظم الفاسدة في تلك الدول .
ومصدر سعادة الشعب ، هو بسبب مرهقات الحكام ومفاسدهم وتزوير الانتخابات ،والحقيقة حيث ان الانظمة في معظم دول افريقيا اصابها الفساد المخيف ، فكل موظف فاسد من رجل المرور الى موظف الاحوال المدنية وصولا الى رئيس الجمهورية والوزراء ودون إستثناءآت .
وعن جمهورية النيجر الإسلامية فهي من الدول البترولية والزراعية والغنية بالمعادن كما تمثل النيجر ومساحتها تقريبا مليون وثلاثم الف كيلو ويمر في ارضها نهر النيجر وتشكل النيجر كنزا ثمينا لفرنسا باعتبارها أحد الدول الغنية بالمعادن كما وتمثل أقوى حلفاء باريس في دول الساحل والصحراء .
وعن الانقلاب في جمهورية النيجر ووضع رئيس النيجر محمد بازوم ، ( وهو من اصول عربية ) قيد الاقامة الجبرية فاليوم هو في قبضة العسكر فما ذلك الا لانه زور الانتخابات كما افسد واشاع الفساد في كل مرافق الدولة .
ولا شك ان فرنسا قد ساهمت في ايصال من يتعامل معها الى سدة الحكم في افريقيا بل وترعاهم وتلمع صورهم لدى الاعلام ، علما ان كل الرؤوساء الذين تتعامل معهم فرنسا في افريقيا هم عبارة عن عملاء بل ودهاقنة فساد ، ومع ان فرنسا هي مهد الحريات الا انها تغيرت بل وتوحشت في تعاملاتها مع افريقيا .
وعن انقلاب جمهورية الجابون وهي دولة نفطية وثامن اكبر منتج نفطي في افريقيا فهذا الانقلاب لا يختلف من حيث دوافعه واسبابه ، فعند الاقتراع في الانتخابات فقد فاز الرئيس الجابوني ( على بونجو ) مع انه منع المراقبين الدوليين للانتخابات بل وتم التلاعب بالاصوات ، وعشية اعلان فوزه !!وخشية انتقادات الشعب بتلاعبه بالاصوات ، فقد اوقف العمل بشبكة النت لمنع اي تداول لاي معلومات ضده تتهمه بسرقة الاصوات .
على ان الرئيس ( علي بونجو ) سبق وفاز بالحكم لثلاث مرات متتالية وهو ابن الرئيس الجابوني( عمر بونجو ) والذي حكم البلاد طوال ٤٠ سنة دون انقطاع حتى وفاته ليخلفه نجله ،علما ان بلاد الجابون تعتبر من الدول الغنية بالمعادن ودولة نفطية بامتياز كما ان سكانها لا يزيد عن ٣ مليون نسمة ومع هذا فان الفقر يصدمك في كل زاوية وحي من احياء العاصمة ( ليبرفيل )
والعجيب ان كل دول اوروبا تعترض على الانقلابات العسكرية خوفا على الديمقراطية ! علما انه لا توجد اي ديمقراطية حقيقية في معظم دول افريقيا
وان الفقر هو الذي يدفع الناس الى مخاطر ركوب زوارق الموت للهجرة الى اوروبا وبسب الفقر وفي سنة ٢٠٢١ توفى غرقا في البحر اكثر من 3000 الف مهاجر افريقي وما خفي اعظم .
ويقيني ان اوروبا التي تحاول منع المهاجرين الافارقة من ركوب زوارق الموت هروبا من الوطن الى الجنوب الاوروبي ، فهذه الدول الاوروبية الغنية قادرة على انعاش افريقيا بنقل مصانعها الملوثة والمتهالكة الى افريقيا ، فالعمالة رخيصة والمعادن متوفرة بل ان كل افريقيا عبارة عن مناجم ، و اهون الشرور كان فرض انتخابات نزيهة في هذه الدول الافريقية المفقرة وليس الفقيرة .
ومن حكايات كراهات الشعب الفرنسي لسكان افريقيا رغم مصالح فرنسا العميمة فلقد زار باريس صديقي السوداني وهو تاجر في كندا ، والتقى بصديقه الطبيب السوداني الذي يعمل في باريس ، فحدثني عن المعاملات القاسية للافارقة من قبل الشعب الفرنسي ، واخبرني انه وصديقه الدكتور ، شخصيا عانوا من استفزازات عنصرية لاعتقادهم انهم من المهاجرين الغير شرعيين . واضاف صديقي السوداني لقد لمسنا جرعة سامة من الغل والحقد والعنصرية رغم اشكالنا وملابسنا التي تشي اننا سواح ، ولكن الشعب الفرنسي تربى على الكراهات العنصرية والنبذ والقسوة .
كل هذا بينما زهور افريقيا هي التي تشغل مصانع العطور الفرنسية ومناجم الالماس والذهب تزين اعناق وانامل نسائهم ومعادن افريقيا من ليثيوم تنتج البطاريات التي تسير السيارات الكهربائية كما وان يورانيوم افريقيا ( البخس ) يشغل محطات الكهرباء النووية الفرنسية ، وتستطيع افريقيا بقرارات ان تصيب فرنسا بالشلل الرباعي اذا اوقفت تصدير اليورانيوم والمعادن الثمينة .
انها حيل المستعمرين ووحشيتهم ، فكما باعوا شباب افريقيا في السابق في سوق النخاسة، فهم على استعداد اليوم للسطو على مقدراتهم عبر وسطاء من اهلهم وذويهم .