شارك الخبر
سالم فرتوت
وصف الحركة الوطنية الجنوبية بأنها انفصالية هو التعسف بعينه,وليس جديدا على شعبنا الجنوبي فقد عانت منه حركته الوطنية منذ خمسينيات القرن الماضي وظل يلاحقها بعد ان تسلمت الاستقلال قوى كانت تقدم القومي والاممي على الوطني. بل هي استهانت بالوطن والحقته ببلد آخر قبل أن تتسلمه من بريطانيا في 30نوفمبر عام 1967م وفرضت عليه مايسمى بالوحدة اليمنية بالسيف’وياويل من اعترض!
ظلت تهمة الانفصالية تتردد على مسامعنا واعيننا طيلة عقود شأنها شأن مصطلحات أخرى كان رديفة لكل ماهو سيئ’مثل يميني ‘ في الجنوب وارتدت على أصحابها بعد ان اكتشف آخرهم بأنه واضرابه كانوا واهمين’وهم يعرضون وطنا مستقلا’ منذ أن قسم الله الأوطان بين الشعوب’للبيع بثمن بخس أوهام معدودات!
نريد أن نقول أن وصف الحركة الوطنية الجنوبية سواء تلك التي ظهرت ابان الاحتلال البريطاني للجنوب ورفضت الحاقه بالبلد الجار او غيره أو الحركة الوطنية الجنوبية اليوم فيه الكثير من الخبث من قبل من يقف وراء ذلك الوصف .ذلك ان اعتبار الجنوب’ وهو وطن مستقل’ جزء من جاره الشمالي بمثابة مؤامرة نفذت بأيدي بعض أبنائه ربما بحسن نية أو بسوئها.
ويخيل الي أن حال الجنوب مع اليمن الشمالي قد قيس على حال كل من الكوريتين والالمانيتين اللتين تم تقسيمهما إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م.وهو قياس خاطئ.ذلك ان الجنوب كان وطنا مستقلا عندما تعرض لمحاولة احتلال برتغالي في بداية القرن السادس عشر’ولم تهب صنعاء أو تعز لإنقاذ بل جاءت النجدة من حضرموت وتحديدا من الشحر .وكان مستقلا عندما احتلته بريطانيا في ثلاثينات القرن التاسع عشر.
وإذ كشفت ما يسمى بالوحدة اليمنية التي افترضتها ايديولوجيا الوهم من قومجيه وبعثويه وامميه متمركسة ‘كشفت حقيقة مرة هي ان الطرف الآخر كان اسير اطماعه وحقده الدفين على البلد الذي استعصى عليه ‘صحا الشعب المغرر به”واعلنها ثورة ضد الاحتلال المتلفع بدرع ما يسمى بالوحدة’وسرعان ما شهر الاحتلال في وجه ثورته تهمة الانفصالية ‘ومما يحز في النفس أن دولا وساسه من دول عربية وصحفيين يصفون الحركة الوطنية الجنوبية اليوم بأنها انفصالية وهو وصف ظالم غير موضوعي لأنه لم يوجد طيلة التاريخ يمن بهذه الصيغة’ولم يكن الجنوب جزءا من اليمن الشمالي.
اي نعم ربما كان هناك أكثر من بلد يطلق عليه اليمن كما يطلق الشام على أربع دول. لكن هذا لايعني أن تلحق بلدا مستقلا ببلد آخر لطالما طمع فيه’ وتصدى له شعبه فرده على اعقابه.
انتا نأمل ممن يصف حركتنا الوطنية الجنوبية اليوم بأنها انفصالية ان يقرأ التاريخ قبل أن يصدر مثل هذاالحكم المتعسف’ويعلم أنها حركة استقلالية هدفها استعادة الدولة المغدور بها.