شارك الخبر
دلتا برس/كتب إيهاب المرقشي
بعد الأحداث المروعة التي تجري في غزة والتي تشهد تبادًا للأرواح البريئة، لم يعد هناك مجالًا للشك في ضياع العروبة وفقدان قيمنا الإنسانية المشتركة. وتكمن الصدمة الأكبر في الصمت العربي المخيب للآمال، الذي يعكس عارًا يلوث جبين كل عربي يدعي الولاء لقضية فلسطين.
ففي وقت تصاعدت فيه العدوانية الإسرائيلية المستمرة، يشهد العالم العربي استنفاذ الصبر والشفقة واستباحة حقوق الإنسان في غزة، مع مشاهد تفطر القلوب وتأخذ الأنفاس. هناك نساء وأطفال يرزحون تحت وطأة القصف العنيف، ومئات الضحايا الأبرياء ينتظرون يأسًا مساعدة تلوح في الأفق.
وما يجدر بالذكر هو أن هذا الصمت المؤلم للعرب ليس صمتًا عاديًا، بل هو صمت عارٍ، يراد به تمرير تلك المأساة تحت مراقبة العالم المتأثر وتحت رعاية انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي. إن استمرار هذا الصمت العربي يعتبر تفريغًا واضحًا للمسؤولية وإثباتًا على ضياع الإنسانية في قلوب القادة العرب والشعوب.
فلا يمكننا أن نتجاهل أن غزة تباد اليوم في وجه الوحشية الإسرائيلية، بينما يظل العرب يعيشون في غياب الدعم والنصرة المشروعة التي كانوا يتوقعونها من شقيقاتهم العرب. وهو مشهد يندى له الجبين ويسلب منا حق شعورٍ بالعروبة ومسؤولية الدفاع عن المظلومين.
لذا، لنقف كعرب ونستعيد قيمنا الإنسانية ونرفع صوتنا بالاستنكار والتضامن الفعلي مع أهل غزة. لنعتبر مأساة غزة مأساة لنا جميعاً وننصر أبناء شعبنا الفلسطيني من خلال المساهمة الفعلية في تقديم المساعدة الإنسانية والمالية والدبلوماسية، والضغط على المجتمع الدولي لوقف العدوان الوحشي وإنهاء الحصار القائم على غزة.
فليكون صمت العار هذا منبرًا للتحرك، ولتكن انتفاضة كبيرة يبنى عليها تضامننا وقوتنا، لأنه بدون ذلك، فإن العروبة لم تعد سوى كلمة تختزنها الذاكرة، وتبقى المأساة مستمرة وغزة تباد دون أدنى رد فعل يليق بتاريخنا وقيمنا المشتركة.