شارك الخبر
تتسارع الاحداث من حولنا ومن بيننا وفي الجوار ولكننا لا نرى تأثيراً فعالاً على مسار قضيتنا الجنوبية الذي ظلت خلال اكثر من ثلاثه عقود تعيش حالة صراع مستمر ، خسرنا المستقبل وتشردنا ولكن اخطر ما يشعر به الجنوبي انه مشرد في وطنه كون مصيره وحياته تفرض عليه من قبل نظام آخر لا يمت اليه بصله وكسر العادة في نمط الحياة التي عاشها الجنوبي قبل الوحدة هي من اصعب القضايا التي واجهها الجنوبي خلال العقود الثلاثه الماضية لانه اجبر على نمط حياه جديده أخرجته إلى عالم آخر وجد نفسه وحيدا مسلوب الارادة مجهول الهوية والتبس عليه التمييز بين الصح والخطاء وأصبح المستقبل مشوشا ولا يرى في نهاية النفق أي ضوء يمكن ان ينير طريق للأجيال القادمة
هذه ليست نظره تشاؤمية ولكنها الحقيقية التي يحب الاعتراف بها لكي نستطبع ان نضع الحلول لمعالجتها فقد وفدت على مجتمعنا من وراء الحدود عادات متخلفة وسيئة ضاع فيها احترام النظام والقانون وسادت الفوضى في حياة مجتمعنا من منا كان يعرف الرشوه او يتجراء تقديم رشوه لمسؤل في الدوله او لاي موظف او جندي في نقطه عسكريه ومن منا كان يتجراء على استخدام منصبه للسطو. على اراضي الدوله ومن منا من كان يتجراء تجاوز الاشاره الصؤية الحمراء حتى في منتصف الليل حيث لا حركة مرور ومن منا كان يعين الاقارب وأفراد الاسره في الموسسة التي يعمل فيها من منا كان يتجراء ياخذ اجرة الطقم من المواطن عند البلاغ في مراكز الشرطة لكي يستدعوا غريمه من منا والقائمة تطول ولقد كان للنظام والقانون هيبته واحترامه
الاخطر من ذلك أصبحت تلك العادات السيئة وسيلة حياة لمعظم الجنوبيين الذين هم في السلطة وخارج السلطة إلا من رحم ربي يتعاملون بها وكان الأمر عادي والأخطر من ذلك انهم بعتبرونها من ضروريات الحياة والمنجهه ومن لا يفعل ذلك وهم قله يعتبرونهم اغبياء لا يفهمون أسلوب الحياة الجديدة
مع الأسف اصبح الكثير لا يفرق بين الحلال والحرام ويمكن يمارسون هذه العادة السيئة والمنافية للدين والأخلاق وهمهم مراكمة الثروة ومع ذلك تجدهم يواظبون على الصلاة والصيام وكأن الأمر عادي كما نجد كلمة العيب قد تم شطبها من قاموس لغتنا بل ومن حياتنا ونجد الإنسان يعمل اي شيىء ولا يبالي عندما يسمعها من الناس
الاخطر من ذلك بان كل تلك الظواهر تظل تمارس اليوم دون خجل او رادع من ضمير في حياتنا اليومية وتعطي انطباع بان لا هناك تغيير وفقط ديمه قلبنا بابها فالسؤال المطروح كيف يمكن بهذه العقلية الانتهازية سنستعيد دولتنا الجنوبية لذا اصبح من الضروري اعادة الحسابات بل واعادة ترتيب البيت الجنوب قبل فوات الاوان
– لابد من اعادة النظر في كل القيادات الفاشله والتي ظهر عليها الثراء الفاحش والتي تمارس الابتزاز والسطو على الأراضي وممتلكات الدوله والتي تمارس في نشاطها سلوكيات تخل بالوظيفة العامة ومنافية للنظام والقانون
كما لابد من محاسبة اي مسؤل او موظف يقوم بهذا النشاط الهدام ولا احد يمكن ان يكون فوق القانون ويتطلب تفعيل القضاء بشكل جاد
– اعادة النظر في سلوك كل من يتحمل المسؤلية العامة صغير كان او كبير من خلال الفحص الدوري لنشاط الفرد وسلوكياته في اداء الوظيفة العامة وان ظهر عليه الثراء يحال إلى لجنة تطرح عليه سؤال من اين لك هذا ؟
مثل هذه السلوكيات تظهر عندما تغيب الرقابه والمحاسبة وقبل ذلك عدم اتباع الخطوات الصحيحة عند تعيين الكادر ولا توجد المفاضله والكفاءة والخبرة وغيرها بين المرشحين للمنصب ومن هنا يتطلب العمل على
– تفعيل العمل المؤسسي في هيئات المجلس الانتقالي بحيث يحدد مهام ونشاط كل هيئة وتوزيع المهام واعادة تفعيل روح جماعية القيادة عند اتخاذ القرارات المصيرية والتعيينات في المناصب بما يكفل تحقيق اختيار النوعي للكادر وكذا مراعاة التوازن الوطني في كافة المؤسسات والهيئات والمرافق
– اعادة هيكلة القوات الجنوبية وبنائها على اسس وطنية وعلمية وعسكرية موحدة والاستفادة القصوى من الخبرات الجنوبية والغاء الفيتو بعدم إشراكهم في هياكل المؤسسات العسكرية والامنية
– العمل على تحقيق السيطرة على الارض باستخدام وسائل متعددة منها الدفع بالجماهير لتشكيل لجان الاشراف على مؤسسات الدوله الجنوبية في كل بقعه من ارض الجنوب والاستعداد لمواجهة اي طارىء في المستقبل خاصة وقد اقترب موعد التسوية ونهاية الحرب حتى لا نقع في المحذور بسيطرة قوى خارجية على مناطق بحكم الأمر الواقع
– التركيز في نشاطات القيادة الجنوبية على ان يكون مركز ثقل نشاطها في الداخل وتكلف جهات محدده للعمل الخارجي والاهم هو السيطرة والتحكم بالارض والإيرادات وعدى ذلك تفاصيل
– محاربة الفساد من اولى اولويات القيادة الجنوبية وتبدا المحاربة. من اعلى وحواليها وبعدها تذهب لتحارب البقية الباقية واظهار النموذج النزيه سيحل كافة الإشكاليات والتصرفات الغير مسؤلة من الآخرين في الصف الادنى
– مواصلة لجنة الحوار عملها في اجراء حوارات شفافه مع كل القوى الجنوبية من خارج المجلس واستكمال ما تبقى في لم الشمل الجنوبي
– اتخاذ خطوات عملية سريعه لمعالجة. الظواهر السلبية في نشاط كل الهيئات السياسية والعسكرية والامنية والادارية اول بأول دون تاخير تعتبر صمام امان للخطوات اللاحقة نحو تحقيق الاستحقاق الجنوبي في استعادة الدولة الجنوبية الاتحادية
– قاسم عبدالرب العفيف
– 8/12/2023