شارك الخبر
زيارة الاولياء في أبين
————
في مدينة زنجبار ومحيطها الكثير من الاوليا التي تقام لهم الزيارت السنويه من الاهالي للتبارك بهم وتقديم النذورات المختلفة لهم، مثل زيارة الولي في الطرية ، والشيخ سالم وتستمريومين، والشيخ عبدالله . وتستمر ثلاثه ايام ، والأريب قرب شقرة والصليلي بالدرجاج، واخرفي قرية الرواءوغيرها، ولكن اهم تلك الزيارت واكبرها تلك التي تقام في 15 رجب من كل عام هجري لزيارة الولية (سعيده بنت عمر) اخت السيدعبدالله بن عمر،في منطقة تسمى(مرعة ).
منطقة مرعة هي منطقة غير مأهولة بالسكان، وتبعد عن قرية شقرة الساحلية من الاتجاه الشرقي بحوالي أربعين كيلومتر، منهاثلاثين كيلومتر طريق الأسفلت الساحلي المتجهة الى حضرموت حتى منطقة (امساحلة )، ثم يتفرع يساراً في طريق وعر جبلي لمسافة تقدر بعشرة كيلومترات، واستمرت الزيارات لها حتى جاء رجال الوحدة التي حرموا تلك العادات باعتبارها من اعمال الشرك(1).
كانت مسئولية تنظيم مولد سعيدة كبيرة وهناك تقاليد متبعة يجب ان تاخذ بعين الاعتبار وكان يقع الجزء الأكبر من المسؤلية على المنصب المسئول أولا ومساعديه ثانيا عن استقبال الوفود الزائرة وترتيب اطعامهم، وهناك سقيفة كبيرة تسمى (المقدم) ياكل فيها الزوار وهذا الأكل يكون من العطايا والنذور التي يأتي بها الزوار، والاولوية للضيوف من خارج المنطقة ومن المعتاد ان يحضر معظم الزوار مأكولاتهم ومؤنهم معهم، ويساعده العاقل الذي تنحصر مهمته بشكل رئيسي على الأمن وحل المشكلات الطارئة للزوار اوبينهم.
زيارة سعيده هي أكبر الزيارات من حيث الكثرة البشرية وتنوعها، وحضور القبائل المختلفة في الحسب والنسب، كان تحديد محطة(محط) لكل قبيلة اٍجراءً حكيماً وتفادياً للاحتكاك، فجاء التقسيم المكاني وفق الاعتبارات الجغرافية والمكانة الاجتماعية ، والتقارب القبلي والعاطفي. ولأن قرية مراعة محاطه بالجبال الشاهقة فهي ليس لها الامدخل واحد (من الجانب البحري)، وبجانب المدخل يكون محط أهل الساحل،وتقام سمراتهم المشهورة (السمرة الساحلية)، وبجانب محطة أهل الساحل من جهة الغرب يكون محط أهل الجبل مع جزء من أهل حوتر، اما اهل بلعيد فمحطهم خلف قبر سعيدة في وادي يسمى “امعرف” وغرب هذا الوادي يكون محط أهل محول(2).
ان المقصود من زياره قبر الولية سعيدة المشهورة مكانة والمتواضع في مبناه، إنما هو للتبرك والمطالبة منها بما هو روحي مثل طلب رضاء الله ورحمته وغفرانه وغيرها، وما هو شخصي تتلخص في الزواج والاستقرار، والحمل، والطلاق، والسحر وغيرها، فالزائر وصاحب النذر يعد هذا شفيع مرغوب للتقرب لله، كما ان بعض القبائل تتواعد في حل خلافاتها وحسمها في هذا اليوم المقدس. كما كانت زيارة القبر يمثل لبعض الزوار رهبه تصل حد التشنج او(الزار) حتى فقدان الوعي، وخاصه النساء وكانت جارتنا في كل زياراتها تصاب بهذه الحاله.
كنت مثل كغيري من الحريصين على حضور زيارات قبر الولية سعيدة وذلك لكثرة الزوار من محافظة أبين، عدن، ولحج، وكان التجمع كبيرمن النساء والرجال، وكانت ليالي حافلة وتستمر ليومين متتاليين في الغالب، وقد تستمر إلى ثلاثة أيام، واشهرها هي حملة البيارق وقعقعتها والتي تمثل سطوة الوليه وهيبتها، كما ان تواجد مثل هذه الاعداد يتطلب الاعداد للاماكن المؤقتة وبعض الانشطه مثل السمر الساحلي، والشرح البدوي، فضلا عن الزوامل في الفتره الصباحيه وما بعد الظهيرة، كما تتوافير الأسواق المؤقتة لبيع أنواع الحلويات بانوعها وغيرها من الأشياء كما توجد بعض العاب الأطفال المختلفة
————————-
(1)الاستاذ سعيد بايونس – ارسلها لنا في يناير 2023م.
(2)مجلة تراث شقره- الدحيف -العدد 23 – سبتمبر 2022–رواية علي ناصر لعرج و تنسيق د. سعيد بايونس.