شارك الخبر
باسم فضل الشعبي
قوى النفوذ التقليدية في صنعاء انهزمت هزيمة نكراء امام الشعب، وامام الجنوب تحديدا، ونعرف انه ما يجعلها اليوم تسعى حثيثا للعب بملف حضرموت، هو هذه الهزيمة القاسية التي افقتدها التوازن، لذا فان الاغبياء من ابناء حضرموت والمدن المجاورة، الذين يغردون خلف المشاريع الشيطانية لهذه القوى والاحزاب المفلسة، سوف يكونون اهدافا مشروعة في مواجهة شعبهم الذي يرفض بتاتا المساس بوحدة الجنوب باي شكل من الاشكال، وتحت اي مبررات مفتعلة ومصنوعة بطرق متعمدة في ظل ظروف غاية في التعقيد والحساسية.
الجنوبيون انتظروا كثيرا منذ ثلاثة عقود ونيف، وتحديدا منذ فشل الوحدة غير المباركة، على امل ان تعقل وتتعقل احزاب وقوى الشمال، وتتخلى عن منطق القوة، والاعمال الشيطانية والكفرية في محاولة السيطرة على الجنوب وادارته بالاحتلال والخراب، لكن دون فائدة.
الحق، كنا نريدها تفتح صفحة جديدة مع الجنوب، خصوصا منذ ما بعد الحرب الاخيرة، الا انها ظلت على نهجها القديم الغبي والسافل، وبينما الجنوب يحتظنها ويحتضن الملايين من ابناء الشمال ويوفر لهم الامن والاعمال الحرة وغيرها، ويسلمهم ايضا سدة ومقاليد الحكم، وبدلا من الشروع في اعمال التنمية وتوفير الخدمات والمرتبات كنوع من رد الجميل، نجد هذه القوى وازلامها يواصلون عملية الحرب والانتقام والتدمير، ولم يكتفوا بذلك، وانما يريدون سلخ حضرموت وشبوة مثلا، وتسليمهما لدول الجوار نكاية بالجنوب واستقراره ووحدته.
اي حقارة هذه، واي سقوط اخلاقي وقيمي لم نشهد له مثل في العالم.
عموما ابقاء الجنوب على امل ان تصلح البلاد، ويعاد ترتيب وضع اليمن، وامكانية ان تكون هناك وحدة وشراكة جديدة، هو فقط من اجل الشعب في الشمال الذي يعاني، وضحى من اجل مشروع واحد، وليس من اجل قوى واحزاب النفوذ، التي لم يتبقى منها سواء الهياكل فقط، واذا لم يضع الشعب شمالا حدا لهذه القوى الغبية التي تستمر في خداعه وتوظيفه ضد الجنوب والجنوبين،فانها سوف تجعله يخسر كل الامال والفرص المتاحة حاليا في امكانية الابقاء على مسار ومشروع يمني واحد، لان صبر الجنوبين كشعب قد نفذ اصلا،ولم يتبقى سوا القليل، واملهم خاب تماما في هذه القوى والاحزاب اللاوطنية.
ويبقى ما هو متاح اليوم ربما غير متاح غدا، ان لم تتخلق نوايا وتوجهات وطنية حقيقية تضع حدا لمثل هذه المغامرات والمقامرات الغبية بمستقبل وطن وشعب.
يبدو الان موقف الجنوب اقوى، والفرص امامه قائمة، اما الحوثي فنحن نعرف جيدا ماذا يريد.
التغيير مطلوب وملح في عدن، لنبقي على مسار واحد، مالم فان المسارات سوف تفترق، وكل الخيارات ستكون كبيرة ومتاحة، ولن نستطيع ربما في قادم الايام ان نرغم الشعب في الجنوب او نقنعه العيش في ظل وضع يشكل تهديدا وجوديا له ولمستقبله من كل النواحي، اذا لم تتبدل وتتغير الامور، والله لن يكون الا مع المستضعفين والمقهورين، وهو ولي الهداية والتوفيق.