شارك الخبر
نظم المركز الثقافي اليمني في القاهرة برعاية سعادة السفير خالد محفوظ بحاح، اليوم الأربعاء، محاضرة للباحث المصري د. محمد احمد العويل، مؤلف كتاب “الكوارث الطبيعية والأخطار البشرية في تاريخ اليمن القديم”، من الألف الأول قبل الميلاد حتى القرن السادس الميلادي.
وافتتح المحاضرة وأدارها نائب مدير المركز أ. نبيل سبيع، الذي أكد على أن إدراجها ضمن أجندة المركز تم بعد مشاركة د. العويل، في ورشة”قراءة الخط اليمني القديم” (المسند) التي قدمتها الدكتورة عميدة شعلان أستاذة الآثار والكتابات العربية القديمة بقسم الآثار والسياحة بجامعة صنعاء على مدار يومين، مشيرا إلى أن إصدار د. العويل يشكل قيمة ثرية للمكتبة اليمنية، تكمن أهميته في الاستناد على الخطوط المنقوشة وتجنب المصادر الروائية.
واستعرض د. العويل، في بداية المحاضرة منهجية الكتاب وفهرسته وفصوله، مبينا أبرز الزلازل والسيول التي اجتاحت اليمن كسيل العرم ومصادر تسمية الكوارث في اليمن القديم.
وتحدث عن مؤشرات انهيار سد مأرب وجهود ترميمه في أكثر من مرحلة، بعد تعرضه للتصدعات الجزئية والكلية، موضحا أهمية النقوش الأثرية في توثيق الكوارث الطبيعية.
وأكد على أن مقاييس خطر البراكين في اليمن القديم كانت وفق شدتها وغازاتها المنبعثة وسيلها الناري، موضحا آلية تصنيف المناطق وفقا لموقعها الجغرافي والكوارث التي اجتاحتها كبركان برهوت، وعلاقة الجفاف بالقحط في نقوش الكوارث الطبيعية.
وقال: إن الزلازل من الكوارث الطبيعية الأكثر قوة تدميرية، مستعرضا أسباب حدوثها ومراكز البؤر الزلزالية في اليمن، وبعض شواهد الزلازل وعلاقتها بتصدعات سد مأرب.
ونوه الى أضرار التقلبات المناخية كالبرودة التي أدت إلى تلف المحاصيل الزراعية، محددا الفرق بين البرد والصقيع وعلاقتها بكوارث الشمس والبرق والرياح التي تؤدي بحياة البشر.
وبين العلاقة بين العقاب الإلهي، والكوارث الطبيعية، كهجمات أسراب الجراد، على المحاصيل الزراعية، وإتلافها ودخول الناس في المجاعة.
كما تحدث عن تعرض اليمن لحروب بيولوجية خارجية، أدت بعضها إلى انتشار الأمراض المجهولة التي تصيب الإنسان والحيوان، وأبرز الأخطار البشرية كالغزوات وحروب الحضارات اليمنية الداخلية، التي أسقطت الالاف الضحايا والأسرى وفرضت الجزية على بعض المناطق المهزومة.
والصراع البيزنطي الفارسي على اليمن، المرتبط بأهميته الجغرافية والاقتصادية.
وحدد إيجابيات الكوارث التي قال إنها تكمن في: تعزيز الارتباط بالمعبود، ونشر الحضارة اليمنية بالهجرات الجماعية، وتشييد الحصون والقصور، تطور الطب من البيئة المحلية، لمواجهة الأوبئة والأمراض الخطيرة.
واختتمت المحاضرة بمداخلات وتعقيبات ثرية من أبرز الحضور من شخصيات علمية وأكاديمية.