شارك الخبر
الطيب صالح (1929-2019) أديب وكاتب سوداني، بدأ رحلته مع الكتابة في خمسينيات القرن العشرين، وساهم في نشر الأدب والثقافة السودانية في مختلف أنحاء العالم من خلال رواياته ومؤلفاته وكتاباته التي ترجم العديد منها إلى لغات عالمية، ولُقب بـ”عبقري الرواية العربية”.
المولد والنشأة
ولد الطيب صالح يوم 12يوليو/تموز 1929، لأسرة تشتغل بالزراعة في منطقة مروي شمالي السودان بقرية كَرْمَكوْل قرب قرية دبة الفقراء، وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها.
الدراسة والتكوين
درس المرحلة الابتدائية في منطقة “وادي سيدنا”، ثم انتقل إلى الخرطوم لإكمال دراسته حيث حصل على البكالوريوس في العلوم، ثم انتقل إلى العاصمة البريطانية لندن حيث غيَّر تخصصه ودرس في جامعاتها العلوم السياسية.
الوظائف والمسؤوليات
تقلب الطيب صالح بين عدة مواقع مهنية، إذ أدار مدرسة في السودان، ثم عمل إعلاميا في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، وترقى فيها حتى وصل إلى منصب مدير قسم الدراما.
ثم عاد إلى السودان وعمل مدة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلا ومشرفا على أجهزتها. ومن بعد ذلك عمل الطيب صالح مديرا إقليميا بمنظمة اليونيسكو في باريس، وعمل ممثلا لهذه المنظمة في الخليج العربي.
التجربة الأدبية
بدأ الطيب صالح الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ومن بين أعماله “ضو البيت” و”عرس الزين” و”مريود” و”دومة ود حامد” و”منسى” و”بندر شاه”، إضافة إلى رواية “موسم الهجرة إلى الشمال”.
كان مسكونا ببيئته السودانية وعكس ذلك في رواياته وقصصه، فعالج بطريقة أدبية إيحائية إشكالية التعددية الإثنية والثقافية والصدام بين الحضارات، وخاصة في روايته الأشهر “موسم الهجرة إلى الشمال”.
واستفاد في ذلك من ثقافته الواسعة التي جمعت بين حقول معرفية مختلفة في اللغة والسياسية والفقه والفلسفة والأدب والإعلام والشعر -خاصة شعر أبي الطيب المتنبي- وغير ذلك، مما مكنه من القدرة على التحليل والمقارنة بأسلوب يجمع بين الإقناع الفكري والتأثير الوجداني.
كما مكنه ذلك من كتابة نصوص بأسلوب سردي ومهارات وصفية وتصويرية اعتبرها النقاد متميزة، وخاصة في روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” التي لقيت انتشارا عربيا وعالميا وترجمت لكثير من اللغات الأجنبية، وجعلت البعض يصفه بـ”عبقري الرواية العربية”.
المؤلفات
كتب عددا من الروايات، وأبرزها: “موسم الهجرة إلى الشمال”، و”عرس الزين”، و”مريود”، و”ضو البيت”، و”دومة ود حامد”.
واعتبرت رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” من بين أفضل مائة رواية في العالم، حصلت على جوائز عديدة، وكان له أيضا كتابات صحفية وعمود أسبوعي في صحيفة “المجلة” ببريطانيا وغيرها.
الجوائز والأوسمة
حصل على جوائز عديدة، منها إطلاق لقب “عبقري الأدب العربي” عليه، واعتبرت الأكاديمية العربية في دمشق روايته “موسم الهجرة إلى الشمال” الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين.
وتمَّ عام 2010 إطلاق جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي، الذي تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لوفاته.
الوفاة
توفي الطيب صالح يوم 18 فبراير/شباط 2009 بلندن، حيث ظل فترة طويلة يرقد في مستشفياتها للعلاج بعد إصابته بفشل كلوي يستوجب عمليات غسيل للكلى ثلاث مرات في الأسبوع، وقد نُقِل جثمانه إلى السودان حيث دفن في العشرين من الشهر نفسه.