شارك الخبر
—————
#علي_صالح_الخلاقي:
صدمت لنبأ رحيل الشاعر القدير حسين محمد العارف المنصوري الناخبي هذا اليوم الجمعة، وكنت قد تعرفت على شعره وزوامله قبل أن اتعرف عليه شخصيا قبل خمس سنوات تقرببا.
والشاعر العارف من الشعراء الأكثر حضوراً بزوامله وقصائده.
والشاعر الكبير حسين محمد العارف من أحب شعراء الزامل إلى نفسي لقوة أشعاره مبنى ومعنى، حيث تفوق في كل المناسبات التي شارك فيها على من ناظره من الشعراء، مع ثبات موقفه المبدئي من قضية شعبنا منذ فشل الوحدة المشئومة وحرب احتلال الجنوب صيف 1994م وحتى لقي ربه، رحمة الله تغشاه.
وكم تمنيت أن تجمع زوامله وأشعاره وإصدارها في حياته في ديوان يحفظها من الضياع، وسبق أن طرحت هذه الفكرة، وأتمنى على أولاده الذي يجمعهم الهاجس الشعري مع والدهم أن يسارعوا إلى تجميع أشعاره وإصدارها في ديوان يحفظها من الضياع ويجعلها متاحة لمحبي أشعاره.
وأختتم بنماذج من زوامل الشاعر حسين محمد العارف التي تصدى من خلالها لعدد من الشعراء دفاعا عن موقفه الصلب الى جانب قضية شعبنا وحقه في استعادة دولته. ففي مناسبة زواج في العرقة عند آل منصور بعد حرب 1994م ضد الجنوب، وقف الشاعر حسين محمد محسن العارف ضد الوحدة المغدورة وما جاءت به من مشاكل كثيرة كالسرقة والتقطع والثأر، وقد بدأ متحديا الشعراء الذي يقفون في جبهة واحدة ضده فقال:
مني سلام ألفين قال المرتجز
ببصُر تجاهي قوم عُصبه جاسره
حتى ولا هم خزَّنوا وتخابروا
بَوقف لهم من عاشره في عاشره
فرد عليه الشاعر علي ناصر، يذكره بنظام البطائق الذي كان متبع في توزيع المواد الغذائية في التعاونيات الاستهلاكية يقول:
حيَّا الله الليله بذي جاء عندنا
ذي قال قدامه نسور اتكاسره
ذي كان يخرج للقبيله كأس حب
وقال ماهل لا البطائق حاضره
فعقب عليه حسين العارف:
يا أصحابنا عاد الطرق متحزبه
ولا نزل مشرف ولا جه ناظره
والكهرباء ذي جات من ذي ردَّها
صابه مصيبه ويش به من حافره
وتدخل أحمد محمد محسن قرواش (شقيق حسين العارف) فقال:
حيا الله الليله بذي جاء عندنا
من عابر الوادي يصل لا عابره
نهار حنَّه فوقكم مثل البرد
حد صابته ماكن وحد به شاتره
وقال الشاعر حسين العارف إن الحرب كر وفر وبعد الحرب تغيرت الأمور إلى الأسواء، وشبه النظام السابق بالجنوب بالبنت الحسناء التي اُستبدلت بوجه بشع شبهه بـ(الساحرة):
ما حد سلم يوم الجيوش اتقابله
شُف عادها باقي معيَّا الذاكره
كانه معانا بنت ستعشر سنه
واليوم جبتوا وجه مثل الساحره
ودخل الشاعر محمد صالح متحاملاً على سياسة الحزب الاشتراكي التي يؤيدها العارف فقال:
لا تذكره ما الحزب حقك قد نشر
قد كان لاجيء لا حكومه كافره
ماليوم رعها أحزاب مؤمن كلها
تشهد لحاها والوجوه الطاهره
فرد عليه العارف أن كل الظواهر السيئة لم نعرفها إلا بعد وحدة الغدر والحرب التي قضت عليها، فقال:
ما بِعْرِف السرقه ولا قطع الطرق
من حل جيتوا قدكم أقبَعْ دافره
والحرب لصَّيْتُوه بين أهل القرى
أكبر خطر وأكبر جريمه ظاهره
رحم الله الشاعر الكبير حسين محمد العارف وأسكنه فسيح جناته..
وإنا لله وإنا إليه راجعون اللهم