شارك الخبر
وبمجرد أن حلقت بنا الطائرة بعد ظهر أمس الخميس ترانزيت في مطار سقطرى في رحلتنا من الغيضة إلى عدن، اخذت اتطلع إلى سقطرى، واشتقت لرائحتها وعناق جبالها وسهولها، وبدت لي جبال حجهر الشامخة وقمم دكسم حيث تنمو أشجار دم الأخوين النادرة ..
ولأنه يمنع علينا ركاب الترنزيت النزول من الطائرة، فقد التقطت صورة من بوابة الطائرة ذكرى لهذه الرحلة التي لم تطأ فيها قدماي أرض سقطرى الساحرة ، وهي التي عشقتها منذ شبابي ، وزرتها أواخر السبعينات وحتى منتصف ثمانيات القرن الماضي عدة مرات حينما كان مطار موري ما يزال ترابيا، وذلك خلال عملي الإعلامي في برنامج (جيش الشعب) الإذاعي والتلفزيوني منذ 1979 وحتى 1986م، وأتذكر أنني نشرت عنها موضوعاً في صحيفة “14أكتوبر” الصادر في 1 يناير 1980م بعنوان رئيسي “تعالوا نقرأ معاً صفحات جزيرة العطور والبخور والسمك” ثم عنوان فرعي آخر “سقطرى..من شجرة دم الأخوين إلى آمال الجزيرة السياحية”.
وخلال دراستي في روسيا بدأت معها تجربتي في الترجمة عن اللغة الروسية، بترجمة أول كتاب عنها، هو كتاب “هناك حيث ولدت العنقاء”, لمؤلفه فيتالي ناؤمكين, وهو أول كتاب روسي عن سقطرى صدر عام 1973م وضَمَّنه المؤلف انطباعاته ومشاهداته عن زيارته الأولى للجزيرة.
أما الكتاب الثاني الذي ترجمته عن سقطرى لمؤلفه فيتالي ناؤمكين فقد صدر باللغة الروسية في موسكو عام 1988م بعنوان “السقطريون- دراسات إثنوغرافية-تاريخية”، وصدر عن دار جامعة عدن للطباعة والنشر.
وقبل طبع الكتاب سافرت الى سقطرى عام 2007 للتدقيق بالترجمة وللتحقق من المسميات المحلية التي وردت كثيراً في فصول الكتاب بصيغتها الروسية, سواء أسماء المواضع أو البلدات والقرى والقبائل أو أسماء الحيوانات والأدوات والأثاث وغيرها مما ورد في فصول الكتاب. فمن غير المعقول أن أنشر مسميات سقطرية دون تحرٍ وتدقيق وعلى غير ما ينطقها السقطريون الذين لا أعرف لغتهم فكان عليَّ العودة إليهم لضبط هذه المسميات, خاصة حين تكون هناك عدة احتمالات لترجمة بعض الكلمات.. فعلى سبيل المثال تُنطق كلمة “دعرهُو” بالروسية “دئِرخُو” وهذا ما يبعدها كثيرا عن اسمها الحقيقي, وقس على ذلك كثيراً من الكلمات والمسميات الأخرى. ذلك أن الحاء والخاء والهاء تُنطق جميعها بالروسية بحرف واحد هو الخاء فقط.
وقد مكثت أسبوعين في سقطرى لهذا الغرض اتنقل في عاصمتها حديبو بين حوانيتها وشوارعها, وذهبت إلى ضواحي حديبو وكذا إلى جبال دكسم وعدة بلدات في محيط حديبو والتقيت بكثير من السقطريين الذي كانوا يتجاوبون معي ويلتفون حولي يسمعون مني ويصححون ما التبس لدي من مسميات.. وكنت أدونها أولاً بأول كما أسمعها من شفاههم وأقوم بتشكيلها لتُقرأ بشكلها الصحيح.
كما شاركت في الندوة الدولية العلمية الأولى حول جزيرة سقطرى (الحاضر والمستقبل) التي عُقدت في جامعة عدن خلال الفترة من 24-28 مارس 1996م ببحثين عن سقطرى الأول بعنوان “سقطرى في صفحات التاريخ” والثاني ” الثقافة الروحية للسقطريين”.
ثم شاركت ببحث عن (الزواج لدى السقطريين) في الندوة الدولية العلمية الثانثة حول (الاستراتيجية التنموية لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية) التي عقدت في رحاب جامعة عدن خلال الفترة من 14-16 ديسمبر2003م.فضلا عما نشرته قبل وبعد ذلك من الموضوعات المترجمة من الروسية عن سقطرى في عدد من الصحف المحلية.
وبعد كل هذا إلا يحق لي أن اهيم بسقطرى واعشقها..