شارك الخبر
سعيد عولقي
(انا ناس) احنا نقول : عنانيص.. وهي عادتنا كثيراً مع حرف الالف الذي نحوله الى عين.. مثل عمبر، عصمرة، عرشة… وما اليها.. ذات يوم مفترج من ايام سبعينيات القرن الماضي.. دخلت ظهراً الى سوق البلدية الكبير في كريتر، كان ذلك بعد ان انقطعت الفواكه المستوردة كلها لشهور طويلة عن بلادنا.. وحتى المعلب منها شح شحيحة. !!
كان يوماً مباركاً لاهالي المدينة عندما امتلأ سوقها الكبير بكل ما يخطر ولا يخطر على البال من الفواكه.. من كل فاكهة وابًا كما قال صالح قطن وسالم الجوع ومحمود اربد.. ياح يوح كله موجود.. التفافيح والبرتقالات والعمبروت او عمبرود كما يغنون: “في صدرك نهود كما العمبرود” وكمان المانجو اللي ينطقها المولدون:مانقا. !! كله موجود وبكثرة مليانة السوق..وفوق كل هذا كميات من فاكهة العنانيص اللي ماقد شفناها من قبل الا معلبة داخل القصاع .. ايش جرئ ياهل ترى؟؟ يقول المخبر ياعويلة انه يعني واحد مركب جنح في البحر وكاد يغرق، فقطروه بمساعدة بحريتنا الى الميناء حقنا، وكان المركب محمل بالذ انواع الفوكه.. وتمت صفقة مربحة مع حكومتنا لشراء حمولة المركب كلها من الفواكه وبرخص التراب.. وعرفت الفواكه طريقها الى سوقنا ليعود عامراً كما كان في سالف الايام. !!
ويالله وبالله يارجال.. اتحملوا واللي مايشتري يتفرج.. وقفت في طابور السوق العامر واتحملت مليانة كيسين من مالذ وطاب من الفواكه وبرخص التراب.. وفي صدارتها وللمرة الاولى كان الاخ الاناناس او العنانيص في الصدارة. !!
قولوا شليت نفسي وعليا بالخير للبيت عشان افرح الجهال بعد انقطاع طال عن الفواكه الطيبة.. وما حد بيصدق.. اول ما خرجت العنانيص من الكيس وشافه العيال افتجعوا من صدق وحتى بعضهم هرب وبكى.. ظن المساكين القمامير انه العنانيص حيوان بري زي القطط او الضب او النسناس او غيره.. معذورين.. اصل عمره ماحد شاف منهم عنانيص كذا في حياته.. كل معرفتنا بالعنانيص كانت انه يجيء معلب في قصع من تايلند وماركة الساعة والقصعة الواحدة منه في كل دكان كانت تباع بثمان عانات.. يعني شلن ناقص عانتين قبل ما تتجنن الاسعار في تسارعها المخيف. واو ايش دا ياابا حرام عليك.. فجعتنحنا.. ايش دا؟؟ عنانيص يا كلاب.. كلوا يا مساكين… الله عليك يازمن.. للعنانيص فوائد كثيرة، واكله مريح للمعدة.. خاصة التايلندي منه.. وعاده يكون احسن لو جملته بالقشدة او اللبن المكثف مع حبتين فراولة او كرز… اما تايلند فهي احسن بلاد الله واكثرها تحرراً وجاذبية للسواح.. ونسوانها مكينتهم مركبة عرض.. وريتك تشلنا لها يابو جناحين حتى في الشهر ليلة