شارك الخبر
أكد البنتاغون أن صاروخ “أوريشنيك” الروسي، الذي استهدف ودمر مصنعًا عسكريًا أوكرانيًا كبيرًا الليلة الماضية، يمثل نوعًا جديدًا من القدرات القتالية التي تكشف عنها روسيا، وهو مصمم لحمل رؤوس نووية.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سابيرينا سينغ، إن “روسيا أطلقت صاروخًا جديدًا على أوكرانيا، تصفه وزارة الدفاع الأمريكية بأنه صاروخ باليستي متوسط المدى (IRBM).” وأشارت إلى أن هذا الصاروخ مستوحى من تصميم الصاروخ الباليستي العابر للقارات “آر-سي روبيج”.
ووصفت سينغ الصاروخ بأنه “تجريبي”، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الأسلحة في معركة فعلية بأوكرانيا. وأوضحت أن البنتاغون يشعر بالقلق من هذه القدرات الجديدة، لكنها أكدت أنه لا يوجد تقييم فوري لتأثيرها على الأرض.
وأوضحت أن الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والعابرة للقارات تتشابه في مسارات طيرانها المرتفعة وقدرتها على حمل كميات كبيرة من الرؤوس الحربية، إلا أن الفارق يكمن في المدى والغرض الاستراتيجي.
بوتين: استهداف دقيق وتحذير للدول الداعمة لأوكرانيا
في السياق ذاته، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الجيش الروسي نفذ ضربة دقيقة باستخدام صاروخ “أوريشنيك” الباليستي فرط الصوتي متعدد الرؤوس ردًا على هجمات أوكرانية استهدفت مناطق روسية حدودية باستخدام صواريخ أمريكية وبريطانية.
وأضاف أن روسيا ستستهدف المواقع العسكرية في الدول التي تسهم أسلحتها في دعم أوكرانيا، مع تقديم تحذيرات مسبقة لهذه الدول وللمدنيين، حرصًا على السلامة الإنسانية.
صواريخ متوسطة المدى: تهديد متزايد في أوروب
كما أشار بوتين إلى أن موسكو مستعدة للرد على أي تصعيد، مؤكدًا أن لديها القدرات اللازمة لذلك. واتهم الولايات المتحدة بتدمير النظام الأمني الدولي، معتبرًا أن انسحابها من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى عام 2019 كان سببًا رئيسيًا في تأجيج الأوضاع.
وأكد بوتين أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستستمر حتى تحقيق جميع أهدافها، مشددًا على أن الدعم الغربي لن يغير مسار المعركة. وأعلن الجيش الروسي عن تدمير مصنع “يوجماش” العسكري الأوكراني بالكامل في هجوم الليلة الماضية بمقاطعة دنيبروبيتروفسك.
وصرح بوتين بأن الصاروخ الروسي يتميز بسرعته الفائقة، التي تتجاوز سرعة الصوت بعشر مرات، وأنه لا يمكن لأي نظام دفاع جوي عالمي اعتراضه.
وأضاف أن الصاروخ متوسط المدى الذي يتراوح مداه بين 1000 و5000 كيلومتر، يتميز بسرعة فائقة تصل إلى 10 ماخ، أي نحو 12 ألف كيلومتر في الساعة، ما يعادل 3 إلى 5 كيلومترات في الثانية.
الخبراء: مواصفات صاروخ “شجيرة البندق” تحت السرية
من جانبه، أوضح الخبير العسكري والعقيد المتقاعد فيكتور بارانيتس أن هذا النوع من الصواريخ يندرج ضمن التصنيف الذي حددته معاهدة الصواريخ البرية المتوسطة والقصيرة المدى، الموقعة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في الثمانينيات، حيث يتراوح مدى الصواريخ المشمولة بين 1000 و5500 كيلومتر.
وأضاف أن صاروخ “شجيرة البندق” ينتمي لفئة الصواريخ الفرط صوتية التي تتجاوز سرعتها أضعاف سرعة الصوت (1 ماخ يساوي 334 مترًا في الثانية)، مشيرًا إلى أن الصواريخ الروسية متوسطة المدى تحلق بسرعات تتراوح بين 10 و12 ماخ أو أكثر.
أما فيما يتعلق بمواصفات صاروخ “شجيرة البندق”، فقد أشار بارانيتس إلى أن هذه التفاصيل لا تزال سرية. ومع ذلك، يعتقد بعض الخبراء القدامى في صناعة الصواريخ السوفيتية أن هذا الصاروخ هو تطوير مباشر لصاروخ “بيونير” السوفيتي الذي أُتلفت جميع نماذجه بعد توقيع معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى. لكنه أكد أن إتلاف الصواريخ لا يعني فقدان تصاميمها أو مخططاتها.
يُذكر أن بوتين حذر سابقًا الولايات المتحدة من مغبة نشر صواريخ متوسطة المدى في ألمانيا، مؤكداً أنه في حال حدوث ذلك، ستنشر روسيا صواريخها المتوسطة المدى داخل أراضيها.
ويُعتبر صاروخ “بيونير” السوفيتي السابق قادرًا على إصابة أهداف على مدى يصل إلى 5000 كيلومتر بدقة عالية، تقل نسبة الخطأ فيها عن 50 مترًا، مما يجعله قادرًا على الوصول إلى أي نقطة في أوروبا بكفاءة تامة.