شارك الخبر
حث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على تنفيذ عملية انتقالية شاملة في سوريا، مشددًا على ضرورة ضمان عدم تحول البلاد إلى مصدر للإرهاب الدولي. جاء ذلك خلال مكالمة هاتفية أجراها مع نظيره التركي هاكان فيدان يوم الأربعاء، وفقًا لبيان صادر عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس.
تصريحات روبيو جاءت امتدادًا للموقف الذي عبرت عنه الإدارة السابقة بقيادة الرئيس جو بايدن، حيث دعا وزير الخارجية الأسبق أنتوني بلينكن إلى موقف مشابه خلال زيارته للمنطقة الشهر الماضي، في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد في أوائل ديسمبر. وأكد روبيو أهمية انتقال سياسي يضمن تمثيلاً واسعاً وشاملاً لكل أطياف الشعب السوري، لتجنب تكرار الفوضى التي قد تؤدي إلى انتشار الإرهاب في المنطقة.
المكالمة بين روبيو وفيدان تناولت كذلك قضايا إقليمية أخرى، منها الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم بين أرمينيا وأذربيجان، حيث شدد الوزيران على أهمية التنسيق المشترك لضمان استقرار منطقة القوقاز، التي تشهد توترات متصاعدة.
هذه التطورات تأتي في ظل مشاورات دولية مكثفة لإعادة ترتيب المشهد السياسي السوري بعد سقوط نظام الأسد، حيث تُعتبر تركيا لاعباً محورياً بحكم موقعها الجغرافي وتأثيرها على أطراف النزاع. وتعكس الدعوات الأمريكية الأخيرة انسجامًا مع جهود المجتمع الدولي الرامية لتعزيز الحلول السياسية التي تضمن استقرار سوريا وإنهاء المآسي الإنسانية التي عاشتها البلاد خلال العقد الماضي.
توجهات روبيو تمثل جزءًا من رؤية جديدة للسياسة الخارجية الأمريكية، تركز على إعادة بناء الاستقرار في مناطق النزاع من خلال عمليات سياسية شاملة. وفي ظل التحديات التي تواجه هذا المسار، يُنظر إلى التعاون بين واشنطن وأنقرة كركيزة أساسية في صياغة مستقبل سياسي جديد لسوريا يحقق تطلعات شعبها ويضع حدًا لمعاناة استمرت لأكثر من عقد.
المجتمع الدولي يراقب عن كثب هذه التحركات، وسط توقعات بدور محوري لكل من الولايات المتحدة وتركيا في صياغة الحلول السياسية التي تضمن استقرار سوريا ومنع عودتها إلى دائرة الصراعات والإرهاب الدولي