شارك الخبر
سالم فرتوت
في عام ١٩٩٠م هرول بنا البيض,حسن النيات,وهيثم قاسم طاهر الطيب إلى صنعاء!
قد بسأل احدكم:(ولماذا تقحم هيثم قاسم طاهر؟)
واجيبكم.
لأن هناك تسريبات فحواها أن هيثم قاسم سيقود حريا بربة ضد الحوثيين,تقوم بها القوات المسلحة الحنوبية.
حقيقة أن هيثم قاسم شأنه شأن بقية ساستنا وعسكريينا الجنوبيين كان حسن النيات ،هو الآخر، إلى درجة جعلت صحفيا مصريا أثناء حرب ١٩٩٤م يندهش من كشف هيثم قاسم لسر عسكري خاص بالقوات الجنوبية,التي اطلقت صاروخا نحو صنعاء, وعندما سأل هيثم عن ذاك الصاروخ في مؤتمر صحفي ,عقده في عدن اجاب:(انه صاروخ اس اس ٢٤) فما كان من الصحقي المصري إلا أن يعبر بما معناه:(أن وزير الدفاع طيب.)
لسنا بصدد الحديث عن طيبة البيض,ورئيس هيئة اركانه, ووزير دفاعه,ولكنا بصدد الجهل بألف باء السياسية والاعيبها والاستراتيجية العسكرية ,التي لم تكتف بالتفريط في الحنوب,بدون قيد أو شرط,عندما افترض ساستنا الحنوبيون أن الطرف الآخر الذي يحكم اليمن الشمالي,يفكر بذهنيتهم.وانه مثلهم يسعى إلى تحقيق وحدة الشعب اليمني المزعومة .
فلم يتردد البيض في تسليم الجنوب لتحقيق وحدة اندماجية,ولكي تكون هناك وحدة لابد من ذهاب الالوية العسكرية الحنوبية القوية إلى صنعاء وذمار,وهناك في حرف سفيان تمت محاصرتها في ٢٧ابريل عام ١٩٩٤موالقضاء عليها,حسب مخطط مرسوم سلفا,
وهاجمت قبائل ذمار مخازن أسلحة لواء باصهيب,ليستسلم البطل جواس.
وقبل الحرب بعامين تقريباً قتلت قوات الامن المركزي إلتي يقودها شقيق الرئيس صالح مستشار وزير الدفاع هيثم قاسم طاهر الضابط الجنوبي ماجد مرشد لأن عفاش واجهزته الامنية اغضبهم موقف ماجد مرشد سيف الرافض لجلب صواريخ السكود إلى صنعاء,والتي تم اعادتها وهي في طريقها إلى صتعاء, بعد أن اشار ماجد مرشد على وزير الدفاع بأن الوحدة اكذوبة, وأن صواريخ سكود مهمة لحماية امن الجنوب والدفاع عنه.
وكان عفاش قد أرسل قواته باوامر وزير الدفاع الجنوبي حسن النيات هيثم قاسم طاهر إلى أبين, أبين إلتي بالسيطرة عليها تم فصل الجنوب كله باستثناء محافظة لحج عن العاصمة عدن.
فمنعت قوات عمالقة المحتل اليمني أي مدد إلى عدن! أثناء حرب الاحتلال عام ١٩٩٤ م
اكتب هذا المقال في وقت يترىد فيه حديث عن أن القوات الحنوبية هي من سيحرر صنعاء واليمن من سيطرة الحوثيين,تحت قيادة هيثم قاسم طاهر.
لأن اليمانية لايحاربون بعضهم بعضا ،خصوصاً إذا تدخل في شؤونهم الداخلية قوى من خارج بلادهم.
في ستينات القرن الماضي غدر الجمهوريون بالقوات المصرية!
وهم اليوم يستنكفون خوض الحرب ضد الحوثة رغم مافعلوه بهم,فهذا علي محسن الأحمر,يسحب قواته من خطوط تماس مع الحوثيين ،ويوجهها إلى الجنوب,
وفي ديسمبر عام ٢٠١٧ يفر طارق عفاش من معركة عمه مع الحوثيين,ويصل شبوة ويعقد مؤتمرا صحفيا طالب فيه (بوقف الحرب على بلاده!) وقوات المنطقة العسكرية الرابعة تحتل حضرموت الوادي.فهل سيلدغ الحنوبيون من نفس الجحر مرتين؟
هل ادرك هيثم قاسم طاهر بعد ثلاثين عاما من هزيمة الحنوب التي ماكانت لتحدث لولا حسن نيات القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية ؟
أن حسن النيات في السياسة غبأ,وانه قبل أن يطلق الحنوبيون رصاصة واحدة يتعين عليهم دراسة التكليف المنوط بهم المتمثل بخوض الحرب لاسقاط الحوثي من ناحية حساب المكسب والخسارة بالنسبة للجنوب.هذا إذا صحت التسريبات حول معركة برية تحت قيادة هيثم قاسم طاهر.
لنفرض أن القوات الحنوبية ستكون بمأمن من أي خطر داخل الأراضي اليمنية! لكن ماذا سيحني الحنوب من اسقاط الحوثي؟
هل ثمة ضمانات حقيقية بمنح الحنوبيين حق استعادة دولتهم التي كانت ضحية حسن نيات قيادتينا السياسية والعسكرية.
اظن أن القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية قد وعت الدرس ،ومثلنا الشعبي يقول ؛(بنت القبائل تجزع عليها مرة مش مرتين.)