شارك الخبر
في مثل هذا اليوم رحل عبقري الأغنية الجنوبية الفنان محمد سعد عبدالله (١٩٣٤م – ٢٠٠٢م)، هي الذكرى الثالثة والعشرين تمر علينا، ولازال هذا العملاق متربعا على القلوب، ومازالت الأجيال تردد أغنياته وهذا دليل التجدد، فالفنان محمد سعد تجاوز الزمن واخترقها إلى أزمان غير محددة.
أبو مشتاق ظاهرة فنية تستحق قراءتها ودراستها مرات ومرات، وقد حباه الله قدرة على تمثل تراث الجنوب بإتقان شديد، فقد كتب ولحن وغنى كل الألوان الجنوبية، العدني واللحجي والأبيني والحضرمي، وذاعت أغانيه في أصقاع المعمورة، فتغنى بها العرب في مشرقها ومغربها.
دماثة خلقه وحبه لفنه كانت علامة بارزة على تفرده، فقد أعطى ألحانا وكلمات لفنانين آخرين ولم يكن أنانيا، وكيف يكون أناني وهو ذلك الباذخ غزير الإنتاج، هذه الغزارة التي طبعت فيه صفة العطاء.
محمد سعد قامة فنية وطنية جنوبية، كان الجنوب عرينه الذي يعشقه، لذا لم يستجد أو يحمل المباخر لولي أمر ولم يطرق أبوابهم إلحافا، وهو معتز بنفسه وفنه، لذا كان ملاذه وسعده تلك الطبقات الكادحة المسحوقة الفقيرة يعبر عن آلامهم وأحلامهم.
رحم الله فناننا الكبير محمد سعد عبدالله وأسكنه الجنة.