شارك الخبر
د. أفندي المرقشي
قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت تمثل جوهر المشكلات التي تعاني منها حضرموت، فهي ليست فقط أداة للنهب المنظم للثروات وعلى رأسها النفط، بل تُستخدم كغطاء لتسهيل تهريب السلاح إلى الحوثيين، وإيواء الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن واستقرار المحافظة والمنطقة عموماً.
وجود هذه القوات الغريبة عن حضرموت والمنتمية لدوائر نفوذ يمنية متورطة تاريخياً في العبث بالجنوب، يُعد إهانة صريحة لتضحيات أبناء حضرموت والجنوب عامة، ويُبقي المحافظة رهينة لأجندات لا تمت لأمنها ولا لمصالح أهلها بأي صلة.
لقد آن الأوان لتحرير وادي حضرموت من هذا الاحتلال العسكري المفروض، وتمكين أبناء حضرموت من إدارة شؤونهم بأنفسهم، وحماية أمنهم واستثمار ثرواتهم بما يخدم مصلحة المواطن الحضرمي أولاً وأخيراً.
هذا لن يتحقق إلا بتوحيد الصف الحضرمي الجنوبي، من خلال تصعيد الضغط الشعبي والسياسي، وتحشيد القوات الحضرمية، والقبائل، والمقاومة الجنوبية، وكل الأحرار من أبناء الجنوب، في موقف واحد لا يقبل التراجع أو الالتفاف، والعمل معا لخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى فوراً، وبدء مرحلة جديدة تُعيد لحضرموت دورها الريادي كدرع جنوبي صلب، ورافعة أساسية نحو استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية، التي يتطلع إليها شعب الجنوب منذ سنوات.
حضرموت ليست هامشاً، بل قلب الجنوب النابض، وصوتها اليوم يجب أن يكون حاسماً، واضحاً، ومزلزلاً لكل من يعتقد أن باستطاعته الاستمرار في استغلالها أو العبث بأمنها وثرواتها.