شارك الخبر
ان النزوح غير المنظم والتدخلات الخارجية في التأثير على الهوية والسيادة الجنوبية يشكل خطر كبير على مستقبل الجنوب، حيث ان قضية التغيير الديمغرافي هي قضية محورية تمس جوهر الصراع السياسي والاجتماعي في الجنوب، ويمكن النظر إلى هذا الموضوع من عدة جوانب لابراز خطورة الوضع الحالي في الجنوب، ومنها:
1. البعد الديموغرافي والهوية الوطنية:
• أن تغيير التركيبة السكانية لا يستهدف فقط إضعاف المطالب الجنوبية، بل يُعد محاولة لطمس الهوية الجنوبية وإذابة الخصوصية الثقافية والسياسية التي تميز الجنوب.
• أن التغيير السكاني المخطط له هو أداة سياسية تهدف إلى خلق واقع ديموغرافي جديد يبرر بقاء الوحدة قسراً ويفرض معادلات جديدة في أي استحقاقات سياسية قادمة.
2. المؤسسات والوظائف الاستراتيجية:
• سيطرة الكادر الشمالي على مؤسسات الدولة الحيوية (مثل الوزارات السيادية، الجهاز القضائي، الشركات النفطية). هذا الاستحواذ لا يعكس كفاءة أو استحقاق، بل يُدار ضمن مشروع سياسي يهدف إلى إحكام السيطرة المركزية وإضعاف القرار الجنوبي.
3. الاقتصاد والثروات؛
• أن استمرار سيطرة الشرعية على الثروات النفطية والغازية في الجنوب، دون شفافية أو شراكة حقيقية مع أبناء المنطقة، يعمّق الشعور بالتهميش والنهب.
• أن تمويل النزوح والسيطرة على فرص العمل والاستثمار تتم من عائدات هذه الثروات نفسها.
4. الدعم الإقليمي والدولي:
• ان الدور السلبي لبعض الأطراف الإقليمية والدولية، إما بغض الطرف أو بالمساهمة غير المباشرة في تغيير الواقع الجنوبي، سواء لأسباب سياسية أو اقتصادية أو حتى بسبب غياب فهم حقيقي لما يدور داخل الجنوب.
5. الحلول: يستوجب علينا كجنوبيين ان نعي هذا الخطر على مستقبلنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ونعمل على:
• الحاجة لإيصال صوت الجنوب بشكل أقوى للمنابر الدولية لشرح طبيعة ما يجري من تغيير قسري للواقع.
. اهمية بناء الإدارة الجنوبية الذاتية: ضرورة بناء مؤسسات جنوبية بكوادر جنوبية مؤهلة ومستقلة عن التأثيرات الحزبية أو المناطقية.
• تعزيز المطالبة بـ “فك الارتباط” كحل حتمي لإنقاذ الجنوب من الذوبان السياسي والديموغرافي.
• دعوة كل النخب، والشباب، والكوادر الجنوبية إلى تحمل المسؤولية والتوحد خلف مشروع وطني جامع.
• ضرورة العمل على استراتيجية مدروسة لإدارة ملف النزوح، تشمل التشريعات، الرقابة، وآليات تنفيذ فعلية.
……..