شارك الخبر
يرويها اللواء ركن دكتور ناصر الفضلي
____________________________
يوم 8 أغسطس 2015 كان يوم جنوبي بامتياز في اتجاه أبين كما كان كذلك في المناطق التي حررت قبل أبين
أثبت الجنوبيون بأنهم أسرة واحدة وجسد واحد ووطنهم واحد ولهم هدف واحد …
يوم 8 أغسطس 2015 وبعد أن أديت صلاة الفجر وتناولت بعض الفطور .. تحركت بعدتي من موقعي بالمنصورة باتجاه البريقة حيث يتواجد الإخوان حسين محمد عرب ومحمد علي الشدادي وفي السابعه صباحا انطلقنا معا حتى أمام فندق القصر بمدينة الشعب حيث توقفنا أمام الفندق ونزل الإخوان للمرور على غرفة العمليات الحربية للتحالف العربي والذي اتخذت يومها من فندق القصر مقرا لها .. ولم يمكثا في غرفة العمليات إلا أقل من نصف ساعة ولما عادو اخبرونا بأن طيران الاباتشي تباشر القصف على مواقع العدو وكانت لأول مره تشارك طيران الاباتشي في المعارك الحربية الدائرة على أرض الجنوب الطاهرة . . وتحركنا باتجاه أبين الحبيبة والشوق يطوينا لمشاهدة أبين الخضراء وعند وصولنا إلى نقطة العلم حيث كانت القوات متواجدة بكثافة كبيره .. علما انها سبقت في الأسبوع الماضي معارك طاحنة بين المقاومة الجنوبية الباسلة وقوات الغزو الحوثعفاشي وقد تم تحرير العريش والمناطق المجاورة وصولا إلى نقطة العلم ..
وعند وصولنا كما أسلفت وجدنا الكثير من المقاتلين يطالبون بتزويدهم بالذخائر لوجود نقص لديهم وكانت الذخائر قد سلمت لمجموعة من الضباط ومن بينهم العميد عبدالله الصبيحي وعند سؤالنا عن الصبيحي اخبرونا بأنه متواجد في مصنع بحلس خلف نقطة العلم ولعدم وجود أجهزة اتصالات لاسلكية مثل الهوكي توكي بين القادة اضطررنا إلى العودة الى مصنع بحلس للبحث عن الصبيحي نحن حسين عرب والشدادي وناصر الفضلي ومرافقينا وماهي الا أقل من دقيقتين من تحركنا من مكان التجمع حتى تم ضرب التجمع بصاروخ طيران عن طريق الخطأ مخلفا مجاميع من القتلى والجرحى .. وعند وصولنا إلى مصنع بحلس اخبرونا الحراسة بأن العميد الصبيحي قد تحرك إلى المقدمة .. ثم عدنا وتحركنا باتجاه المقدمه نشق طريقنا وسط الرجال المتقدمة باتجاه أبين.
والمذهل في هذه الملحمة التي لن ينساها أبناء الشعب الجنوبي .. نعم أنني أذهلت حينما تنظر إلى الأمام وإلى الخلف وإلى اليمين وإلى اليسار فتجد أن النسيج الاجتماعي الجنوبي قد إكتمل في أبهى حلته. . تجد ابن الضالع وابن يافع وابن شبوه وابن عدن وأبن حضرموت وابن ردفان وابن الصبيحيه وابن أبين وابن الحوطه وابن المهره وووو. واليخ. . حينها تشعر بالفخر انك تنتمي إلى شعب الجبارين إلى شعب الاسره الواحده .. آه آه ياله من منظر جميل حوت عليه تلك الملحمه المظفره ولم يكن تواجد هذا النسيج الاجتماعي فقط في معركة أبين بل إن الصورة وهذا التلاحم تجسد في كل شبر من أرض الجنوب العربي الذي يواجه غزاة التتار الغازي ولهذا انتصرت المقاومة الجنوبية بإرادة الله ثم بفضل هذا التلاحم وبفضل دعم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وامتزج الدم العربي معا
ثم انطلقت القوات الجنوبية نحو أبين المحتله وقبل وصولنا محطة بحر العرب كان هناك حقل الغام زرع في الخط الرئيسي وقد أداى إلى تدمير مصفحة إماراتية واستشهد اثنان من أبطال الإمارات العربية المتحدة وواحد من المقاومة الجنوبية وقد تم إعاقة تقدم العربات في الخط حيث ترجلنا جميعا من السيارات سيرا على الأقدام حتى وصلنا محطة بحر العرب ولأن الطريق قد تعطل قال اللواء حسين عرب لابد لنا أن نعود لاصلاح الطريق حتى تتمكن العربات من المرور وفعلا عدنا ونادينا على الرجال للقيام بسحب بقايا المصفحة التي تعيق الطريق وماهي إلا دقائق حتى استطاع الجميع إيجاد مخرج صغير للعربات لتمر وكانت الشمس بدأت تتلاشى ونحن عازمون على دخول مدينة زنجبار مهما كلف الثمن وكانت جثث الغزاة مرميه في ساحة محطة بحر العرب من جراء قصف طيران الاباتشي واجتزنا الكثير من المزاع ووادي دوفس الشهير ووصلنا بعيد أذان المغرب الى المفرق المؤدي إلى الكود زنجبار والمؤدي إلى الساحل الشيخ عبدالله وملعب خليجي عشرين علما بان رجال هندسة الالغام استخرجوا مالايقل عن خمسمائة لغم تم زرعه على قارعة الطريق وعند وصول طلائع المقدمة من رجال المقاومة الجنوبية البطلة إلى إمام سجن الكود تم إطلاق صاروخ آر بي جي عليهم من قبل القوات الغازية التي تتخذ من السجن موقع لها وباقي المزارع المتاخمة للسجن ولكن الحمدلله الصاروخ لم يحدث أي اصابات في صفوف رجال المقاومة وحينها صدرت تعليمات بالمبيت في المفرق حتى الفجر ويتم الهجوم فجرا وعند صلاة الفجر واذا بمجموعة من الأبطال ينادوني ومعهم 3 اطفال حوثيين تم أسرهم وهم من بقايا القوات الغازية وعند سؤالي لهم قالوا نحن رعاة جمال ونحن من عمران وأخذتهم إلى اللواء حسين عرب والشدادي حيث أخذ بن عرب أحدهم وضمه إليه قائلا له أخبرني ياولدي بالحقيقه فقال له انا راعي جمال قال له قلي الحقيقه فانهار الطفل وبكاء قائلا (مابلا) لقد خدعونا وهربو .. حينها أمرني حسين عرب بتسليمهم إلى العميد الصبيحي لايداعهم السجن دون المساس بهم وفعلا سلمتهم للعميد عبدالله الصبيحي وفي نفس الوقت صدرت الأوامر إلى قسم القوات إلى فريقين فريق يسلك طريق الساحل أي الخط الساحلي والالتفاف على اللواء المرابط في شرق مدينة زنجبار وفريق يقتحم مدينة الكود زنجبار وحيث كنت أنا وبن عرب والشدادي, ومجموعة من الضباط من ضمن القوات المتقدمة على الكود زنجبار
وما أن تجاوزنا السجن الذي على مدخل مدينة زنجبار حتى هالني المنظر الذي أمامنا بل وهال كل القوات حيث, خرجت الكوت عن بكرة أبيها نساء واطفال وشباب ورجال وشيوخ نعم خرجو إلى الشارع الرئيسي لاستقبال قوات المقاومه الجنوبيه استقبال بالزغاريد والهتافات وإطلاق النار والدموع تسيل على الخدود من هول الفرحه بقدوم المقاومه الجنوبيه وتحرير المدينه وامتزجت الابتسامات بالدموع واصطف الجماهير على جانبي الطريق ومواكب رجال المقاومة يشق طريقة وسط تبادل التهاني والتبريكات بين الجميع ووصلنا إلى مدخل مدينة زنجبار عاصمة أبين حيث يوجد مبنى قيادة المحافظه وقد دخلنا المبنى وتبادلنا التهاني مع رجال مقاومة أبين هناك ثم انطلقنا باتجاه المدينه وكان الاستقبال أكبر مما استقبلنا به في الكود وخرجت زنجبار صغيرها وكبيرها واصطفت على جانبي الطرقات وفوق المنازل وفي كل شارع ونفس الابتسامات تختلط بدموع الفرحه .. حيث واصلنا المسير حتى وصلنا معسكر الأمن المركزي المقابل لمعسكر اللواء وكنا اتفقنا على أن نتقابل هناك مع قواتنا المتقدمه باتجاه الساحل ولكن لم نجد أحد ولم نشاهد أي تحركات. . فعزمنا العوده من حيث أتينا وعدنا باتجاه الكود ثم سلكنا الطريق الساحلي لكي نلتحم مرة اخرى بقواتنا التي سبقتنا وفعلا وجدناهم خلف الملعب يطاردون فلول الغزاة ومشتبكين معهم وقد نالو منهم وتم أسر مجموعه من الغزاة .. علما بأنه تم طوال الليل حتى الفجر مواصلت الرمي بالطيران والبحرية على مواقع العدو ولم يتوقف حتى الفجر مما شتتهم ومزقهم وأمام قتلاهم انهارو وهرب الكثير منهم باتجاه مدينة شقرة والتي تبعد عن مدينة زنجبار ب 50 كيلو ولهذا واصلنا الزحف باتجاه مدينة شقرة وفي وادي حسان واجهنا كمين للعدو وقد جرح مجموعة كبيرة من قواتنا ولكن أبطال المقاومة الجنوبية استبسلو وتم الدعس على الغزاة وسحقهم وأسر نفرين والباقي تم الدعس عليهم. . علما أن هناك قوات ضخمة بقيادة البطل اللواء أحمد سيف المحرمي قد وصلت إلى مدينة جعار عن طريق الحرور وكانت قوات ضخمه لديها المدافع العملاقة الإمارتية وقد ألتحمو بنا في وادي حسان وتحرك الجميع باتجاه مدينة شقرة لتحريرها ووصلت القوات الجنوبيه الضاربه مدينة شقره وتم الدعس على القوات الغازيه وفي صباح اليوم الثاني اصبحت جثثهم ملقاة على قارعة الشارع وتوقفت القوات في مفرق احور العرقوب وفي الصباح الباكر اتخذت الأوامر بتقسيم القوات
قوة تتجه طريق الساحل الخبر الوضيع موديه والالتفاف على جبهة عكد وقوة تسلك العرقوب امصرة ـ العين ـ لودر
حيث اتجه العميد عبدالله الصبيحي والعميد خالد النسي وقيادات من المقاومة والضباط مع القوه المتجهة الخبر الوضيع مودية
واللواء حسين عرب والشدادي واللواء أحمد سيف والعميد ناصر الفضلي والعميد فضل باعش والعقيد عثمان عرب وغيرهم من القاده اتجهو مع القوة التي سلكت العرقوب امصرة العين وعندما وصلنا وسط العرقوب واجهنا كمين وكانت مواجهة ضارية وتم الدعس على 12 فرد من الغزاة وأسر آخرين وواصلت القوات التقدم ولما وصلنا مدينة امصرة وجدنا القوات قد هربت باتجاه مدينة العين لودر
وقد خرجت مدينة امصرة عن بكرة ابيها لاستقبالنا والترحيب بالمقاومة الجنوبية وكان اللواء حسين عرب يردد عندما تشتد المعارك يردد شعار( سالمين قدام قدام سالمين محناش اخدام )سالمين قدام قدام وسألته هل بعد هذه الدماء والتضحيات سنعود إلى باب اليمن ؟فقال من المستحيل هذا ولايمكن بعد اليوم أن يعاد شعب الجنوب إلى حضن الاحتلال
وكانت حينها المعنويات فووووق العالية لدى قواتنا الجنوبية الباسلة
وعند مدخل مدينة العين وقعنا في كمين أنا وبن عرب والشدادي واستشهد علينا حوالي ثمانية من مرافقينا وجرح العديد وقد نجانا الله بأعجوبة من موت محقق وكانت الدماء تغطي ملابس وجسم اللواء حسين عرب وهي دماء الشهداء الأبطال الذين سقطو في سبيل تحرير أرض الجنوب العربي الطاهره
وحينها سألته هل أنت جريح فقال لي لا ولكن انظر للشدادي فهو جريح ونظرت إليه وإذا بالدماء تغطي وجهه فقلت له سلامات فقال مافي شر أن شاء الله ونظرت إلى البطل حسين بن حسن المرقشي وهو قاعد وقد طلعت عظم ساقه وانكسرت وهو صامد لم يتكلم بكلمه واحده وبندقيته في حظنه ونظرت إلى الخلف فشاهدة جثة الشهيد البطل ناصرعوض المرقشي وجثة الشهيد ألبطل مكوع وهناك جثة الشهيد البطل الأستاذ التربوي أمين الشدادي والخ رحمة الله عليهم وعلى كل شهداء الجنوب العربي
وقد تم إسعاف الأستاذ محمد علي الشدادي بعد أن تم الدعس على قوات الحوثعفاشي وفي الجانب الآخر على مدخل مدينة العين كانو رجال المقاومة يطاردون فلول الغزاة باتجاه قرية أهل البرشاء التي تقع على اليمين وانت داخل إلى مدينة العين
كما انهارت جبهة عكد التي تفصل موديه عن مدينة العين لودر وهربو نحو مدينة لودر وتقدمت المقاومه على مدينة لودر وجثث الغزاة منتشره من العرقوب حتى مدينة لودر وقد دخلنا لودر ووصلنا إلى إمام مستشفى لودر وقد طلبت من اللواء حسين عرب بأن يخبر فخامة الرئيس هادي بأننا لن نتراجع إلا من بيحان ولن نترك أي منطقه تحت قبضة المحتل
وكنت قد شاهدت بالجانب الآخر من الشارع البطل اللواء أحمد سيف المحرمي
كانت ملحمة لن تنتسي
وقد انطلق الأبطال باتجاه عقبة ثره لمطاردة فلول الغزاة
وماذكرته في هذه العجاله إلا شيء يسير عن تلك الملحمه وفي الحلقه القادمه نستكمل ماتبقى من ملحمة معركة أبين
ونتحدث عن الملاحم الأخرى التي سطرها أبطال المقاومة الجنوبيه في كافة الجبهات التي كانت تفوق 16 جبهة في مدينة عدن فقط ناهيك عن الجبهات الأخرى في المناطق الأخرى
نلتقي