شارك الخبر
بطبيعتها النادرة التي لا تشبه أي مكان آخر على الأرض، تجذب جزيرة سقطرى أنظار العالم كمحمية بيئية فريدة من نوعها، إذ تضم نباتات وكائنات لا توجد إلا على أراضيها. وبينما تُعرف الجزيرة بتنوعها البيولوجي الخارق وشجرة “دم الأخوين” الأسطورية، يسلط مصور الفلك البريطاني من أصل لبناني، بنيامين بركات، الضوء على بعد آخر من سحرها، حيث تُحلق السماء المظلمة فوقها محمّلة بملايين النجوم، في مشهد يبدو وكأنه خارج حدود الكوكب.
يقول بركات، الذي وثق مجرة “درب التبانة” من قلب سقطرى، إن الجزيرة وفّرت له خلفية طبيعية “تُلامس الروح”، بفضل خلوها من التلوث الضوئي وبعدها الجغرافي، ما جعلها مثالية لتصوير ظواهر سماوية نادرة مثل “ضوء البروج” والشهب المتوهجة. ويؤكد أن وقوفه بصمت بين الأشجار الغريبة تحت السماء المتلألئة جعله يشعر وكأنه انتقل إلى عالم موازٍ، حيث تمتزج العزلة بجمال خالص لا تشوبه الحضارة.
رغم التحديات التي رافقت رحلته، من صعوبة الوصول إلى الجزيرة إلى قسوة الطقس وتقلباته، يرى بركات أن سقطرى تمثل رسالة قوية للبشرية؛ مفادها أن الحفاظ على الأماكن البكر ليس رفاهية، بل ضرورة. وبفضل صوره التي وثّقت الجمال الكوني فوق “الجزيرة المباركة”، اختيرت إحدى لقطاته مؤخرًا ضمن قائمة الصور المرشحة لنيل لقب مصور درب التبانة لعام 2025، في تأكيد جديد على سحر هذا المكان الذي يجمع بين الحياة البرية وروعة السماء.