شارك الخبر
بقلم :فاروق المفلحي
كان هذا سؤلاً تلقيته من صديق ، والحقيقة فأن الجمهورية ومنذ يوم ٢٦ سبتمبر كانت تحاول ان تتماسك وتصمد ولكن وبعد انسحاب الجيش المصري ، فقد مرت بانكسارات وواجهت حصارات ومنها حصار السبعين يوما لصنعاء ، ولولا فرض التسوية من قبل الدول الكبرى والمملكة العربية السعودية لكانت عادت صنعاء الى عهدها الملكي .
وفي اجابتي عن السؤال اوضحت ، ان ما يطلق عليه الثورة السبتمبرية لم تحقق اماني الشعب اليمني ، بل ان قادتها خانوا الشعب وخانوا اعظم قادتها وهو ابراهيم الحمدي الذي كان يمثل الامل الحقيقي للامة .
على ان الجمهورية العربية اليمنية لم تنتصر في حروبها ومقاوماتها ضد قوات الملكية ، والدليل على ذلك انهم وبعد كل هذه السنوات سلموا واستسلموا لثوار صعدة الملكيين .
وعن الجمهورية العربية اليمنية فهي وان حققت بعض المنجزات فهي كانت بمجملها منجزات تولى امرها المهاجرون من تجار ورجال اعمال . ولم تحقق الجمهورية العربية اليمنية ادنى معدلات رخاء ، ولولا رفد الخزينة بالعملات الصعبة عبر تحويلات المهاجرين لما استقرت العملة ، التي انهارت اليوم الى اسفل السافلين .
ومن مثالب الجمهورية انها همشت محافظة الحديدة وافقرتها بل استولت على كل اراضيها ، كما انها خذلت محافظة تعز وحولتها الى مدينة ثكلاء ، وتعز تمثل التجارة والثقافة وهي قلب اليمن النابض .
ولقد كانت ولا زالت الجمهورية اليمنية تنتظر الدعم الخارجي بما في ذلك دعم بناء سد مأرب ، الذي شيد بدعم سخي من قبل دولة الامارات العربية المتحدة وكذلك دعم الصين والاتحاد السوفيتي بل والسويد وهولندا في شق الطرقات وبناء المستشفيات ودعم المرأة والطفل .
واذا قارنت منجزات سلطنة عُمان مع اليمن ، رغم محدودية سكان السلطنة فان المقارنة تكشف المنجزات العظيمة التي حققتها السلطنة ، في التعليم والبنى التحتية والصناعة والمناطق الحرة ، وفي الاعتماد على الذات ، حتى في احلك الظروف وفي الكوارث .
بينما اليمن نخرها الفساد والعوز والفوضى رغم الاكتشافات النفطية والغازية ، حيث ان اليمن يملك مخزون مهم يبلغ ١٨ ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي ، بشهادة خبير من شركة توتال الفرنسية ، وما كشفته المسوحات فان اليمن دولة بترولية مهمة وربما وصل احتياطاتها الى ٢٥ مليار برميل . علما ان اليمن اكتشف النفط منذ ٣٠ سنة . زد على ذلك ان اليمن يملك ثروة سمكية عظيمة وكذلك بعض المناجم وتحويلات المهاجرين ، كل ذلك واليمن يتخلف ويهان وتحت نير الفقر المدقع .
على ان اليمن حصل على دعم سخي ومستدام من دول مجلس التعاون وبلغت المساعدات الانسانية السعودية في فترة زمنية قصيرة ١٧ مليار دولار .
كانت الكويت تذكر ان اهم صرح علمي طبي لم يبنى في الكويت ، بل انه في صنعاء . ومن يزر كلية الطب في صنعاء يشهد الاغداق في البناء والجمال والتشجير علما ان كلية طب في صنعاء كانت تدعم من قبل الكويت رواتبا وصيانة وتحسينات
وكذلك مستشفى الكويت .
اليوم ذهبت الجمهورية ولا بواكي عليها وانحصرت في صحارى مأرب ، تسفيها الرمال وتحرقها الشموس ، وتنتظر دعم دول التحالف ، ووضعها مع دول التحالف لا يرثى له ، فقادتها لا من عثمان ولا من قميصه .
قلت لصديقي لقد كان الحنين قويا وعميقا لروسيا ، للعودة الى عهد القياصرة ، وهاهي اليوم روسيا الاتحادية قيصرية الهوى والوجدان . وعلينا في الشمال والجنوب ان نفتش عن تاريخنا وعهودنا الخضراء في هذا الزمن الشديد الجفاف ، وذلك بالعودة الى فكرة دولة الجنوب العربي والمملكة المتوكلية اليمنية . هذا يقربنا ، بل ويمهد الطريق للدولتين للانضمام الى مجلس التعاون .
فمن شذ شدّ في النار .