شارك الخبر
———————————–
كنت في العام ٢٠٠٧ م أعمل بشكل متواصل من الساعه ٩ صباحا إلى الساعة الثانية صباحا وهكذا استمريت بهذه الوتيرة لمدة ستة شهور وبدون توقف من بدء العمل وكان هدفي في تلك المرحلة هو بناء علامة تجارية كبيرة وهي هدفي في ذلك الوقت وكان قيام المصنع في تلك المرحله هو حلم بالنسبه لي بالرغم من الارهاق الشديد اللذي اشعر به ونحلول جسمي وتحول وزني من ٧٦كجم الى ٦٠ كجم وشعرت بالارهاق الشديد وبداءت بعض الإشكاليه الصحيه تظهر عليا مباشرة ولم أكترث لذلك حتى اتاني تنبيه من الله عن طريق أحد أولادي ليسألني متى نذهب سواء للعب ؟! عندما كان في اجازه مع اخوته عندي في الصين لأني لم أجدهم في النهار إلا عندما يعودون من اللعب أو من نادي الكراتيه مع الموظفين الصينيين وهم من يقوموا بتمشيتهم ورعايتهم وأنا مستمر بعملي دون انقطاع ولايوجد لدي وقت للذهاب للعب معهم أو للتمشية فكنت منهمك بشكل دائم .
فكانت تلك الكلمات التي قالها لي ولدي بمثابة جرس انذار صدرة بشكل عفوي من طفل بريء يريد ان يحس باللعب والاستمتاع مع والده لأنه لايفكر بما أنت تبذله من أجله أو ماهو هدفك؟ ولكن كان هدفه بسيط هو أن يراك تلعب معه فقط ليستمتع باللعب بوجودك والحمد لله كانت استجابتي مباشرة وسريعة متخذا القرار في اللحظة أن أكون مع أولادي أولا ثم أولا وأخيرا وكان جوابي له نعم سوف نكون سويا بإذن الله من بكرة نقضي باقي الاجازة معا ونرجع سويا فأنطلق نحوي فرحا مستبشرا بشكل فوري حينها قررت تصفية المصنع دون تردد والعودة إلى بناء شركة للاستيراد والتصدير التي أسستها أول مرة.
ومهما كانت الخسارة المادية فهي لاتقدر بثمن أبدا بما تخسره معنويا ونفسيا عندما تجد اخر المطاف أن زمام الأمور قد سقطت من يدك و ليست تجري الأمور كما تريد . وبهذا الكلمات البسيطة أريد أن أوضح أننا نستمتع بالنجاح في التحصيل العلمي والعملي و في التحصيل المادي أو الكفاح في الوصول إلى واجهة المجتمع ونكون من رجاله الوجهاء ولكن يجب ان لاننسى ان النجاح ايضا هو رعاية الابناء والأسرة ككل لانهم ركيزة المستقبل وعماد المجتمع فرعاية الأبناء أهم استثمار في حياة الأسرة على الاطلاق وصلاح الأبناء كله بتوفيق من الله .
وقول الله سبحانه وتعالى .﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا﴾
ولذلك يجب التوفيق بين العمل وبناء الأسرة ومستقبلهم وكل هذا يتم بتوفيق من الله فإن الفكرة تتجسد بكلمة والكلمة تتجسد بفعل والفعل يتطور إلى عادة . والعادة تتطور وتتأصل لتصبح طبيعة . ولذلك ماعليك فعله لتغيير عالمك هو أن تغير الطريقة التي تفكر وتشعر بها فلابد أنه عند نقطة ما يجب التغيير واتخاذ القرار وتختار ماتريده أيا كانت النتائج فبمقدورك أن تعيش حياة أكثر سعادة اليوم أو تؤجلها إلى الغد وذلك بعدم اتخاذك قرارك بالتغيير .
قال الله تعالى :
( “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ” )
فهذه دعوة صريحة لكل انسان يريد ان يغير مسار حياته من الظلمه إلى النور ومن السلبية إلى الايجابية وهكذا في كل الامور كافه ونحن كلما نريد عمله فقط هو الإمتنان بما اعطانا الله فذلك يمنحك شعور جميل بالرضاء فعندما تؤمن بما تقوله فانه يعطيك شعور طيب وحتما سوف يحقق لك الله كل الامنيات والطموحات ايا كان ذلك فالطموح عليك والاجتهاد والطلب من الله ان يحقيقه ولذلك يراد منك العمل وتهيئة نفسك لذلك جيدا بالصدق والامانه والوضوح والسلام الداخلي مع نفسك ومع الحياة وطبيعة الحياة وعندما تستمر بذلك الشعور سوف تشعر باختلاف كبير في عقلك وروحك وفي جسدك بالكامل والرؤية للحياه تختلف في كافة جوانبها بشكل كامل ولهذا يجب دمج قاعدة التبادل العادل في الحياة دوما وتأكد أنك تجري دائما مبادلات عادلة في عملك وحياتك الشخصية ورد الجميل للآخرين وماقدموه لك من خير وسوف يأتيك الدعم كله من الله من خلال الحياة التي تبذلها بدون منه فعندما ترد الدعم للآخرين يعني أنك ترد الدعم للحياة مجددا وهكذا الحياه أخذ وعطاء والناس بالناس والكل مع الله..
أتمنى أن تنال استحسانكم ورضاكم
حسين بن أحمد الكلدي
12 ديسمبر 2022م